وهو لم يشفع له، ولا دعا
له؟ وقد يكون لم يسمع كلامه لغيبته أو لموته، فكيف يُقال: إنه تشفع فيه وهو غائب
أو ميت، بمعنى أنه دعا أو استغفر له وهو ميت، أو غائب لا يسمعه؟ هذا ما عليه أهل
الضلال أنهم لا يفرقون بين الشفاعة الصحيحة، وبين التوسل الممنوع.
قوله: «وَهَذَا لَيْسَ هُوَ لُغَةَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ وَعُلَمَاءِ الأُْمَّةِ». ليس في
لغة النبي صلى الله عليه وسلم تسمية التوسل بالأشخاص شفاعة، ولا التوسل بالغائبين
والأموات شفاعة، كل هذا باطل، ولا في كلام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في
كلام التابعين، ولا أتباع التابعين لن تجد شيئًا من هذا، وإنما تجده في كلام
المتأخرين الذين انتشر فيهم الجهل، وانتشرت فيهم الخرافات، وانتشر دعاة الضلال
الذين حشوا الكتب والرسائل بمثل هذه الترهات والأباطيل، وانشغلوا بها عن التوحيد
الصحيح، والعمل الصالح، وصاروا يعتمدون على الأموات حتى إنهم لا يقبلون على الله،
ولا يهتمون بدعاء الله، ولا يأتون إلى المساجد، وإنما يذهبون إلى المقابر. ومن
العجيب أنهم يأتون إلى الحج والعمرة، ولا يذهبون إلى المسجد الحرام أو المسجد
النبوي يدعو الله ويصلون، بل تجدهم في المقابر يطلبون ويصرخون، يستشفعون بالأموات،
ويطلبون منهم الحوائج، وهذا بسبب دعاة الضلال، وهذه الكتب الفاتنة التي شُحنت بمثل
هذه الأباطيل والترهات، بل كانوا يأتون بها يستصحبونها معهم ويقرؤونها، ولا
يلتفتون إلى ما كتبه الأئمة والعلماء والناصحون في صفة الحج والعمرة، بل يحذرون
منه. وبلغنا أنهم يمزقون ما يوزع من الكتب النافعة، والرسائل المفيدة، أو
يحرقونها، ومعهم دعاة ضلال يحذرونهم منها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد