×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 فمعنى ﴿وَعَزَّرُوهُ: وقروه واحترموه، قال تعالى: ﴿لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ [الفتح: 9]، أي: الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿وَتُسَبِّحُوهُ أي: الله جل وعلا: ﴿بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا [الفتح: 9]؛ لأنه قال: ﴿لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ، فالرسول له حق التوقير والتعزير، والله له حق التسبيح والإجلال، مثل: قوله تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ ولم يقولوا: حسبنا الله ورسوله، ﴿سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ لأن الرسول يؤتي أيضًا ويعطي المال، ثم قالوا: ﴿إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ [التوبة: 59]، ولم يقولوا: إنا إلى الله ورسوله وراغبون، فهناك فرق بين ما يكون للرسول، وما يكون لله جل وعلا.

قوله: «وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ لُغَةَ الصَّحَابَةِ الَّتِي كَانُوا يَتَخَاطَبُونَ بِهَا وَيُخَاطِبُهُمْ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَادَتَهُمْ فِي الْكَلاَمِ وَإِلاَّ حَرَّفَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ».

هكذا يجب على طالب العلم أن يعرف لغة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث، ولغة الصحابة رضي الله عنهم، ولغة الأئمة؛ حتى يعرف ما صدر عنهم، وما نُسب إليهم ولم يصدر عنهم، فيميز بين هذا وهذا.


الشرح