العقل، فإنه يعقله عما لا
يليق. ويُسمى أيضًا حِجْرًا، قال تعالى: ﴿هَلۡ فِي
ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ﴾ [الفجر: 5]، أي: عقل، وهو من آيات الله عز وجل، ومن
أكبر نعمه على الإنسان.
قوله: «وَأَنَّهُ مُقَارِنٌ عِنْدَهُمْ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ أَزَلاً وَأَبَدًا». أي: أن الذي يدبر الكون العقل،
خلقه الله، ثم وكل إليه تدبير الكون، بل يفسرون اللوح المحفوظ والقلم بأنهما من
هذا الباب من العقل. وما ذلك إلا خرافات ما أنزل الله بها من سلطان.
قوله: «وَأَنَّهُ مُبْدِعٌ لِكُلِّ مَا
سِوَاهُ أَوْ بِتَوَسُّطِهِ حَصَلَ كُلُّ مَا سِوَاهُ». العقل هو مبدع
الأشياء، مع أن المبدع للأشياء والخالق لها هو الله، لا خالق إلا الله سبحانه
الخلاق العليم، فهم لا يعترفون أن الله خلقه، فيقولون: إنه قديم مقارن لله عز وجل،
ويسمونه علة الكون، أو علة العلل.
فكلامهم في الحقيقة كلام مجانين، بل المجانين لا يقولون مثل الكلام هذا،
فهذا العقل عندهم، ويفسرون العقل في القرآن والسنة بهذا التفسير الباطل.
الصفحة 10 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد