×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «وَمَنْ عَرَفَ مُرَادَ الأَْنْبِيَاءِ وَمُرَادَهُمْ». من لم يعرف مراد الأنبياء يقع في شراكهم ويصدقهم، وهذه آفة الجهل، وهذا مما يؤكد على المسلم أن يتعلم؛ لئلا يقع في هذا الضلال؛ لأنهم يُروِّجون بثوب الحق، ويُلبِّسون بثوب الحق، فالجاهل لا يدري، ويدرج عليه الكلام، وهذا مشكل، ولذلك تعين على المسلم طلب العلم، ومعرفة هذه المذاهب الباطلة؛ حتى لا تنطلي وتروج عليه مهما زخرفت وزينت، فهناك فرق بين كلام الأنبياء، وكلام الفلاسفة، ولكنه فرق عند من عرف كلام الأنبياء وفقه في دين الله عز وجل.

قوله: «عَلِمَ بِالاِضْطِرَارِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ هُوَ ذَاكَ». أي: هناك فرق بين كلام الأنبياء وكلام الفلاسفة.

قوله: «مِثْلَ أَنْ يَعْلَمَ مُرَادَهُمْ بِالْعَقْلِ الأَْوَّلِ». العقل في كلام الله جل وعلا، وكلام الأنبياء، وكلام أهل العلم: هو غريزة يجعلها الله في الإنسان يميز بها الحق من الباطل. فليس العقل شيئًا مجسمًا، أو ما يسميه الفلاسفة بالجوهر، وإنما العقل معنى من المعاني مثل الروح، فلا يعلم حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى. أما الفلاسفة فلهم اصطلاح فيه، فيفسرونه بفلك من الأفلاك، وأنه يتصرف في الكون، أو ما أشبه ذلك من اصطلاحاتهم، فيقولون مثلاً: فلك القمر يتصرف فيما تحته، ويسمونه: العقل الفعال. وهذه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان.

فالعقل: غريزة أو صفة تقوم بالإنسان يميز بها بين الحق والباطل، والنافع والضار، سمي عقلاً؛ لأن به يعقل الإنسان عما لا يليق به، فتجد من لا عقل له لا يميز بين الأشياء النافعة والضارة، ولا بين الخير والشر، وتجده أحط من البهائم والعياذ بالله، أما الذي وهبه الله


الشرح