بأن يدعوا الله بأن يفصل
بينهم ويريحهم من الموقف الطويل، والزحمة الشديدة، فيطلبون من أولي العزم من
الأنبياء أن يدعوا الله لهم بأن يريحهم من الموقف، حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم، فدعا الله أن يريح العباد من الموقف إلى الحساب، فقبل الله
شفاعته، فلذلك تسمى هذه الشفاعة العظمى، والمقام المحمود الذي يحمده عليه الأولون
والآخرون صلى الله عليه وسلم، ويتبين فضله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف، هذه
هي الشفاعة الشرعية: طلب الدعاء من الحي الحاضر، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
أما أن يُجعل معنى الشفاعة عبادة الأولياء والصالحين بحجة أنهم يشفعون إلى
الله فهذا باطل؛ كما قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، يسمونه
شفاعة، ولا يسمونه شركًا، والله سماه شركًا، قال تعالى: ﴿قُلۡ
أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ
سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18]، وهم
يقولون: هذا ليس شركًا، وإنما هم شفعاؤنا عند الله، فنحن لا نشرك بهم مع الله، مع
أنهم يعبدونهم: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، فها
معنى باطل، وليس هو معنى الشفاعة التي جاءت بها الأدلة، وإنما فسروا الأدلة
الواردة في الشفاعة على اصطلاحهم هم، وهو اصطلاح باطل، كما أن الملاحدة من
الفلاسفة لهم اصطلاحات وضعوها لأنفسهم يريدون أن يفسروا بها كلام الأنبياء، وهذا
باطل، وكلام الأنبياء بريء من اصطلاحات الفلاسفة والملاحدة، لكن هذه قاعدة مطردة
عند أهل الباطل: أنهم يشبُّون على اصطلاحات باطلة، ويفسرون بها كلام الأنبياء،
فينبغي التنبه لمثل هذه الأمور.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد