هو الحق، وإذا سمع آية أو
حديثًا فسره بما عليه قومه ومجتمعه حسب عاداتهم وتقاليدهم، فيحرف الكلم عن مواضعه،
وينزل كلام الله أو كلام الرسول على غير موضعه، فينبغي التفطن لهذا الأمر.
قوله: «فَيَظُنُّ أَنَّ مُرَادَ اللَّهِ
أَوْ رَسُولِهِ أَوْ الصَّحَابَةِ بِتِلْكَ الأَْلْفَاظِ مَا يُرِيدُهُ بِذَلِكَ
أَهْلُ عَادَتِهِ وَاصْطِلاَحِهِ». لذلك لا يجوز تفسير القرآن إلا بأصول
التفسير المعروفة:
- تفسير القرآن بالقرآن.
- تفسير القرآن بالسنة.
- تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
- تفسير القرآن بأقوال التابعين.
هذه مصادر التفسير الصحيحة، أما أن يُفسر القرآن بالرأي، أو يُفسر
باصطلاحات الناس التي هم عليها، فلا يجوز أن يُحمل عليه كلام الله، وكلام رسوله
صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَيَكُونُ مُرَادُ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَالصَّحَابَةِ خِلاَفَ ذَلِكَ». نعم، يكون مخالفًا لما عليه
هؤلاء المتأخرون أو المخرفون، وهو يريد أن يفسر كلام الله لا بكلام الرسول، ولا
بقول الصحابة رضي الله عنهم، ولا التابعين، ولا الأئمة، وإنما يفسره بما عليه
قومه، وهذا غلط كبير.
قوله: «وَهَذَا وَاقِعٌ لِطَوَائِفَ
مِنْ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْكَلاَمِ وَالْفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَالْعَامَّةِ
وَغَيْرِهِمْ». لكن الغالب أنه من المتأخرين.
قوله: «وَآخَرُونَ يَتَعَمَّدُونَ
وَضْعَ أَلْفَاظِ الأَْنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ عَلَى مَعَانِي أُخَرَ
مُخَالِفَةٍ لِمَعَانِيهِمْ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد