×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «فَبِك آخُذُ وَبِك أُعْطِي وَبِك الثَّوَابُ وَبِك الْعِقَابُ». نعم، إن الله يأخذ بالعقل، ويعطي، ويثيب، ويعاقب، هذا صحيح؛ لأن العقل مناط التكليف، وأما المجنون الذي ليس له عقل، فهذا لا يؤاخذ، ولا يحاسب، ولا يكلف؛ لأنه فاقد للعقل. إنما الكلام في أول الحديث أن العقل أول المخلوقات، ولا شك أن العقل مخلوق فهذا مسلم به، ولا شك أن الله به يثيب ويعاقب ويؤاخذ ويعطي، أما أنه أول المخلوقات وأن الله لم يخلق شيئًا أعز منه، فهذا باطل.

قوله: «فَالْحَدِيثُ لَوْ كَانَ ثَابِتًا مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَاطَبَ الْعَقْلَ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِ خَلْقِهِ». خاطب العقل حينما خلقه، لا أنه أول المخلوقات.

قوله: «وَأَنَّهُ خُلِقَ قَبْلَ غَيْرِهِ». ليس هناك شك.

قوله: «وَأَنَّهُ تَحْصُلُ بِهِ هَذِهِ الأُْمُورُ الأَْرْبَعَةُ لاَ كُلُّ الْمَصْنُوعَاتِ». بلا شك أن هذا تحصل به هذه الأمور الأربعة: به يأخذ، وبه يعطي، وبه يثيب، وبه يعاقب فقط، أما أن العقل يتصرف في المخلوقات، وكل المخلوقات من إيجاده، فهذا كلام باطل وكفر بالله عز وجل.


الشرح