قوله: «وَعُلُومٌ
وَأَعْمَالٌ تَحْصُلُ بِذَلِكَ». يدرك الإنسان علومًا
وأعمالاً بعقله وتفكيره، ويدرك الأشياء الضارة والأشياء النافعة، فالعقل من عجائب
مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
قوله: «لاَ يُرَادُ بِهَا
قَطُّ فِي لُغَةٍ جَوْهَرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ».
العَرَض: هو ما يقوم بغيره، أي: ما يعرض ويزول.
أما الجوهر: فيسمونه الآن المادة الجسمية. والعقل ليس من هذا القبيل، فالعقل لا يقوم
بنفسه ويستقل، وإنما يقوم بالإنسان.
قوله: «مَعَ أَنَّا قَدْ
بَيَّنَّا فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ فَسَادَ مَا ذَكَرُوهُ مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ
الصَّرِيحِ». بيَّن الشيخ في رده على هؤلاء الفلاسفة في كتبه الأخرى هذا بتوسع.
قوله: «وَأَنَّ مَا ذَكَرُوهُ مِنْ الْمُجَرَّدَاتِ وَالْمُفَارَقَاتِ
يَنْتَهِي أَمْرُهُمْ فِيهِ إلَى إثْبَاتِ النَّفْسِ الَّتِي تُفَارِقُ الْبَدَنَ
بِالْمَوْتِ وَإِلَى إثْبَاتِ مَا تُجَرِّدُهُ النَّفْسُ مِنْ الْمَعْقُولاَتِ
الْقَائِمَةِ بِهَا». العقل مثل النفس التي تحل في الإنسان وتفارق البدن
بالموت، فالعقل كذلك صفة من الصفات التي لا يعملها إلا الله، يأتي ويروح في
الإنسان، ويُفقد ويوجد، وبه يتصور الإنسان الأشياء، كما أنه بالروح يتحرك ويمشي،
ويأكل ويشرب، ويحس ويرى ويسمع ما دامت الروح في البدن، ومن يعرف حقيقة الروح؟ لا
أحد يعرف حقيقتها إلا الله جل وعلا.
قوله: «فَهَذَا مُنْتَهَى مَا يُثْبِتُونَهُ» أي: الفلاسفة«مِنْ الْحَقِّ
فِي هَذَا الْبَابِ».
قوله: «وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ كَثِيرًا مِنْ كَلاَمِ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ يَتَكَلَّمُ بِهِ مَنْ يَسْلُكُ مَسْلَكَهُمْ وَيُرِيدُ مُرَادَهُمْ
لاَ مُرَادَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ». أي: كثير ممن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد