×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 ابتُلي وأُعجب بالفلاسفة وعلماء الكلام يسلك هذا المسلك، ويفسر القرآن بهذه الاصطلاحات الباطلة التي تخالف مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، ويؤولون النصوص حتى تتوافق مع هذه الأباطيل، فيخضعون القرآن والسنة لقواعدهم ومصطلحاتهم، والواجب العكس أن تُخضع المصطلحات والعلوم العقلية لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يُقدَّم العقل على الوحي، وقد ابتُلي كثير من الكتاب المعاصرين الآن الذين يسمون بالعقلانيين بهذه المصيبة، فصاروا يقدسون العقل، يكذبونها ولو كانت في البخاري ومسلم، ويقولون: هذه تخالف العقل، ولذلك يسمون بالعقلانيين، وهم نوع من أفراخ المعتزلة.

قوله: «مَنْ يَسْلُكُ مَسْلَكَهُمْ وَيُرِيدُ مُرَادَهُمْ»، أي: الذين مشوا على طريقة هؤلاء ممن ينتسبون إلى الإسلام، ويجعلون العقل حاكمًا على الدين، وعلى النصوص، ويعكسون مرادها.

قوله: «كَمَا يُوجَدُ فِي كَلاَمِ صَاحِبِ الْكُتُبِ الْمَضْنُونِ بِهَا وَغَيْرِهِ». يعني: الغزالي، وكتابه «المضنون على غير أهله» أي: المبخول به، فالضن هو البخل، قال تعالى: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ [التّكوير: 24]، أي: ببخيل، يقولون: هذا الكتاب لا يستحقه إلا أهله؛ لجلالته عندهم، وهو كله فلسفة ليس فيه فائدة.

قوله: «مِثْلُ مَا ذَكَرَهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ حَيْثُ جَعَلَهُ النَّفْسَ الْفَلَكِيَّةَ وَلَفْظِ الْقَلَمِ حَيْثُ جَعَلَهُ الْعَقْلَ الأَْوَّلَ. وَلَفْظِ الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْمُلْكِ حَيْثُ جَعَلَ ذَلِكَ عِبَارَةً عَنْ النَّفْسِ وَالْعَقْلِ». هذه كلها خرافات ما أنزل الله بها من سلطان.


الشرح