قوله:
«وَلَفْظَ الشَّفَاعَةِ حَيْثُ جَعَلَ ذَلِكَ فَيْضًا يَفِيضُ مِنْ الشَّفِيعِ
عَلَى الْمُسْتَشْفِعِ». الشفاعة عند الفلاسفة
والملاحدة يقولون: ليس معناها أن يدعو لك الذي تتوسل به، أو يتوسط لك عند الله،
وإنما هو فيض، لو وقف الزائر عند القبر ولو لم يقل شيئًا يفيض من روح الميت نور
على هذا الزائر، فيستفيد بصيرة من هذا النور الذي يشع عليه من القبر. وهذا أشد من
فعل القبوريين، فلزيارة القبور عندهم معنى حتى غير المعنى الذي عند المشركين،
يقولون: إنه يزور القبور ليس لأجل أن يطلب منها، أو يطلب الشفاعة منها، بل يزورها
لأجل الفيض الذي يفيض منه؛ لأنها أرواح طيبة نورانية، فيفيض منه على الزائر ما
يفيض، ويرجع بذلك مستنير البصيرة.
قوله: «وَإِنْ كَانَ الشَّفِيعُ قَدْ
لاَ يَدْرِي». أنت إذا زرته قد لا يدري بك، ولكن يفيض عليك من روحه ومما فيه
من النور، ويشع في قلبك.
قوله: «وَسَلَكَ فِي هَذِهِ الأُْمُورِ
وَنَحْوِهَا مَسَالِكَ ابْنِ سِينَا». أي: سلك الكتاب الذي هو للغزالي مسلك
ابن سينا الفيلسوف الإسماعيلي الخبيث.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد