×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَالْمَقْصُودُ هُنَا ذِكْرُ مَنْ يَقَعُ ذَلِكَ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ مِنْهُ لِلُغَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم كَلَفْظِ الْقَدِيمِ فَإِنَّهُ فِي لُغَةِ الرَّسُولِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ خِلاَفُ الْحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ مَسْبُوقًا بِغَيْرِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ [يس: 39]، وقَوْله تَعَالَى عَنْ إخْوَةِ يُوسُفَ: ﴿تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ [يوسف: 95]، وقَوْله تَعَالَى ﴿قَالَ أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ٧٥أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ ٧٦ [الشعراء: 75- 76].

وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْكَلاَمِ عِبَارَةٌ عَمَّا لَمْ يَزَلْ أَوْ عَمَّا لَمْ يَسْبِقْهُ وُجُودُ غَيْرِهِ إنْ لَمْ يَكُنْ مَسْبُوقًا بِعَدَمِ نَفْسِهِ وَيَجْعَلُونَهُ - إذَا أُرِيدَ بِهِ هَذَا - مِنْ بَابِ الْمَجَازِ.

**********

الشرح

قوله: «وَالْمَقْصُودُ هُنَا ذِكْرُ مَنْ يَقَعُ ذَلِكَ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ مِنْهُ لِلُغَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ». المقصود من هذا الكلام الذي استطرد به الشيخ - وهو مفيد جدًّا - أن يبين بطلان تفاسير هؤلاء الذين يفسرون كلام الله وكلام رسوله بمصطلحاتهم أو مصطلحات مشايخهم، فهم من جنس الفلاسفة الذين يفسرون كلام الأنبياء بمصطلحاتهم الخبيثة.

قوله: «كَلَفْظِ الْقَدِيمِ فَإِنَّهُ فِي لُغَةِ الرَّسُولِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ خِلاَفُ الْحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ مَسْبُوقًا بِغَيْرِهِ». من أسماء الله: الأول، والآخر، وليس من أسمائه القديم؛ لأنه ما من قديم إلا وقبله ما هو أقدم منه، وقوله تعالى: ﴿حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ [يس: 39]، فهل هذا العرجون القديم ليس قبله شيء؟ لا، بل قبله شيء، فالقديم لا يدل على الأزلية مثل الأول، ولذلك لا يُسمى الله بالقديم.

والقديم خلاف الحديث، فيُقال: قديم، وحديث، أي: جديد.


الشرح