قوله تعالى: ﴿وَٱلۡقَمَرَ
قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ﴾ [يس: 39] منازل القمر التي هي تسعة وعشرون منزلاً إن
كان الشهر ناقصًا، أو ثلاثون إن كان الشهر كاملاً، فكل ليلة ينزل في منزل حتى
يستكملها ويقطعها كلها في شهر، ﴿قَدَّرۡنَٰهُ
مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ﴾ انتهى إلى أن يشبه
العذق من النخلة اليابس، فالعرجون القديم ضد العرجون الحديث، والعرجون القديم مضى
عليه وقت حتى يبس وانحنى وصار الهلال يشبهه.
قوله: «وقَوْله تَعَالَى عَنْ إخْوَةِ
يُوسُفَ: ﴿تَٱللَّهِ إِنَّكَ
لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ﴾ [يوسف: 95] لما قال يعقوب عليه السلام: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ
يُوسُفَۖ لَوۡلَآ أَن تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: 94]، حلفوا وقالوا: ﴿تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي
ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ﴾ [يوسف: 95]، لا يمكن تأتي ريح يوسف، من أين تأتي؟ فصار
الواقع كما حصل ليعقوب عليه السلام، ﴿وَلَمَّا
فَصَلَتِ ٱلۡعِيرُ﴾ [يوسف: 94] أي: خرجت العير من مصر ومعهم قميص يوسف
متوجهين إلى فلسطين أدرك يعقوب عليه السلام ريح يوسف عليه السلام، قال: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ
يُوسُفَۖ﴾، وهذا من معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فلاموه
وقالوا ﴿إِنَّكَ لَفِي
ضَلَٰلِكَ﴾ [يوسف: 95] أي: في خطئك، وليس المراد الضلال الكفر،
فأنت ترجو يوسف، ويوسف هالك ليس موجودًا، هذا يقوله له الذين عنده الذين لم
يسافروا إلى مصر، أما الذين سافروا لمصر ورأوا يوسف عليه السلام وأعطاهم القميص لم
يقولوا هذا.
قوله: «وقَوْله تَعَالَى: ﴿قَالَ
أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ٧٥أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ
٧٦﴾ [الشعراء: 75- 76] ».: جمع قديم، فكل
جيل بعده جيل، الجيل الأول يسمى قديمًا نسبيًّا؛ لأن ما من قديم إلا وقبله ما هو
أقدم منه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد