×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَلَفْظُ الْمُحْدَثِ فِي لُغَةِ الْقُرْآنِ يُقَابِلُ لِلَفْظِ الْقَدِيمِ فِي الْقُرْآنِ. وَكَذَلِكَ لَفْظُ الْكَلِمَةِ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَسَائِرِ لُغَةِ الْعَرَبِ إنَّمَا يُرَادُ بِهِ الْجُمْلَةُ التَّامَّةُ كَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» ([1]). وَقَوْلِهِ: «إنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلُ» ([2]).

**********

الشرح

قوله: «وَلَفْظُ الْمُحْدَثِ فِي لُغَةِ الْقُرْآنِ يُقَابِلُ لِلَفْظِ الْقَدِيمِ فِي الْقُرْآنِ». لفظ الحديث يقابل القديم، والحديث يعني الجديد.

قوله: «وَكَذَلِكَ لَفْظُ الْكَلِمَةِ». هذا لأنه سبق أنه يقول: إن النحويين اصطلحوا على اصطلاح من عندهم يريدون أن يجعلوه قاعدة، قالوا: إن الكلام عند النحويين عبارة عن الجملة المفيدة، فالكلام يُطلق على الجملة المفيدة؛ كقول ابن مالك:

كَلامُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كَاسْتَقِمْ
 

وَاسْمٌ وفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ
  

فالكلام هو: الجملة المفيدة المكونة من مبتدأ، وخبر، أو من فعل، وفاعل.

أما الكلمة، فيريدون بها: اللفظ المفرد، مثل: الحرف، والفعل، والاسم، فالكلمة هي اللفظ المفرد الذي لا يفيد إلا إذا رُكب مع غيره، فإذا قلت مثلاً: «قد». هي حرف، ولكن لا يُستفاد منها شيء، أو قلت: «جاء». من الذي جاء؟ أو قلت: «محمد» من هو محمد؟


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6206)، ومسلم رقم (2694).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3841)، ومسلم رقم (2256).