أو قلت: «رجل». ما استفدنا
شيئًا حتى تربطه مع غيره، فتقول: جاء محمد. أو محمد قدم، أو ما أشبه ذلك، هذا عند
النحويين.
والشيخ يقول: هذا اصطلاح، وإلا فالله جل وعلا أطلق الكلمة - التي
يقولون: إنها لفظ مفرد لا تفيد - على الكلام المفيد، قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ
ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ
كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ
يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99، 100]، سمى كل كلامه كلمة، فدل على أن
هذا اصطلاح، وليس لغة.
قال النحويون: نعم، أحيانًا يُراد بالكلمة الكلام، ولكن الأغلب أنه لا
يُراد بالكلام إلا اللفظ المفيد، أما الكلمة فلا تُطلق إلا على اللفظ الذي لا يفيد
إلا مع غيره، وقد يُراد بالكلمة الكلام، وذلك من باب القلة، ولهذا يقول الناظم:
وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ والقَوْلُ عَمّْ |
وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤَمّْ |
وهذا اصطلاح النحويين، ولا فرق بين الكلام والكلمة كل منهما مفيد، تقول:
ألقيت كلمة في الحفل الفلاني. هل معناه أنك وقفت وقلت: «ح» أو «ع»؟ لا، المعنى
ألقيت خطبة، أو محاضرة، كلامًا طويلاً يسمى كلمة، هذه لغة العرب.
فالحاصل: أن اصطلاح النحويين لا يُحكم به على اللغة العربية، والقصد من هذا كله
الرد على الذين يفسرون القرآن والسنة بمصطلحاتهم الخاصة.
قوله: «وَكَذَلِكَ لَفْظُ الْكَلِمَةِ
فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَسَائِرِ لُغَةِ الْعَرَبِ إنَّمَا يُرَادُ بِهِ
الْجُمْلَةُ التَّامَّةُ». النحويون يقولون: لا يراد بها الجملة التامة، وإنما
يُراد بها اللفظ المفرد فقط، كما قال ابن مالك:
كَلامُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كَاسْتَقِمْ |
وَاسْمٌ وفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ |
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد