هذا على اصطلاح النحويين، ولذلك هو يقول: «كَلامُنَا» أي: كلام النحويين.
قوله صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ
حَبِيبَتَانِ إلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي
الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ».
فسمى «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ»
كلمة، و «سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»
كلمة، مع أنها جملة وليست لفظًا مفردًا، فدل على أن الكلمة تُطلق على الجملة، لا
كما يقوله النحويون: الكلمة تُطلق على اللفظ المفرد الذي لا يفيد إلا مع غيره.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ
أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيَدٍ». لبيد بن ربيعة
الشاعر الفحل في الجاهلية، أسلم رضي الله عنه وحسن إسلامه، وترك الشعر، واستبدله
بالقرآن، وقال وهو في الجاهلية يرثي بعض الملوك، أو بعض الرؤساء، أو الكلام من
العرب:
ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ |
وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ |
وكلُّ أُنَاسٍ سوْفَ تَدخُلُ بَينَهُمْ |
دُوَيْهية ٌ تَصفَرُّ مِنها الأنَامِلُ |
وكلُّ امرئٍ يَوْماً سَيَعْلَمُ سَعْيَهُ |
إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَهِ الحَصَائِلُ |
إلى آخر ما جاء في القصيدة، وهي من الشعر الجيد الجذل.
فكل شيء ما عدا الله باطل، أي: لا يُراد به وجه الله جل وعلا، أما العمل
الصالح فهذا يُراد به الله جل وعلا، وكذلك كل ما سوى الله مخلوق وفان، كل شيء هالك
إلا وجهه، قال تعالى: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا
فَانٖ ٢٦وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧﴾ [الرحمن: 26، 27]،
فكل مخلوق فان، ويبقى وجه الله الواحد الأحد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد