×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 يقولون: الجملة ما أفاد، وأما الكلمة فهي اللفظ الذي لا يفيد إلا مع غيره.

وقوله تعالى ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ أي: اليهود والنصارى، حين طلبهم النبي صلى الله عليه وسلم للمناظرة ﴿تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ هذه الكلمة هي: ﴿أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ [آل عمران: 64] هذا كلام وليس حرفًا أو فعلاً أو اسمًا فقط كما يقوله النحويون.

وقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ [التوبة: 40]، وكلمة الله هي دينه كله وشرعه، وكلمة الذين كفروا هي الكفر والشرك، وليست حرفًا ولا اسمًا ولا فعلاً فقط، بل كل ما عليه الكفار.

قوله: «وَلاَ يُوجَدُ لَفْظُ الْكَلاَمِ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ إلاَّ بِهَذَا الْمَعْنَى». فدل على أن تقسيم النحويين اللفظ إلى كلام وكلمة، هذا اصطلاح منهم.

قوله: «وَالنُّحَاةُ اصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ يُسَمُّوا الاِسْمَ وَحْدَهُ وَالْفِعْلَ وَالْحَرْفَ كَلِمَةً». كقول ابن مالك: «وَاسْمٌ وفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ».

قوله: «ثُمَّ يَقُولُ بَعْضُهُمْ: وَقَدْ يُرَادُ بِالْكَلِمَةِ الْكَلاَمُ». يعني: على ندرة. وهذا ليس صحيحًا، فليس على ندرة، بل يُراد بالكلمة الكلام كثيرًا، فالكلمة مرادفة للكلام، يقول ابن مالك: «وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤَم».

قوله: «فَيَظُنُّ مَنْ اعْتَادَ هَذَا أَنَّ هَذَا هُوَ لُغَةُ الْعَرَبِ». وليس هو لغة العرب، وإنما هو اصطلاح.


الشرح