يقولون: الجملة ما أفاد،
وأما الكلمة فهي اللفظ الذي لا يفيد إلا مع غيره.
وقوله تعالى ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ أي: اليهود
والنصارى، حين طلبهم النبي صلى الله عليه وسلم للمناظرة ﴿تَعَالَوۡاْ
إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ﴾ هذه الكلمة هي: ﴿أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ
وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن
دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64] هذا
كلام وليس حرفًا أو فعلاً أو اسمًا فقط كما يقوله النحويون.
وقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ﴾ [التوبة: 40]،
وكلمة الله هي دينه كله وشرعه، وكلمة الذين كفروا هي الكفر والشرك، وليست حرفًا
ولا اسمًا ولا فعلاً فقط، بل كل ما عليه الكفار.
قوله: «وَلاَ يُوجَدُ لَفْظُ الْكَلاَمِ
فِي لُغَةِ الْعَرَبِ إلاَّ بِهَذَا الْمَعْنَى». فدل على أن تقسيم النحويين
اللفظ إلى كلام وكلمة، هذا اصطلاح منهم.
قوله: «وَالنُّحَاةُ اصْطَلَحُوا عَلَى
أَنْ يُسَمُّوا الاِسْمَ وَحْدَهُ وَالْفِعْلَ وَالْحَرْفَ كَلِمَةً». كقول
ابن مالك: «وَاسْمٌ وفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ
الكَلِمْ».
قوله: «ثُمَّ يَقُولُ بَعْضُهُمْ:
وَقَدْ يُرَادُ بِالْكَلِمَةِ الْكَلاَمُ». يعني: على ندرة. وهذا ليس صحيحًا،
فليس على ندرة، بل يُراد بالكلمة الكلام كثيرًا، فالكلمة مرادفة للكلام، يقول ابن
مالك: «وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ
يُؤَم».
قوله: «فَيَظُنُّ مَنْ اعْتَادَ هَذَا
أَنَّ هَذَا هُوَ لُغَةُ الْعَرَبِ». وليس هو لغة العرب، وإنما هو اصطلاح.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد