قوله: «وَالْعِلْمُ يَحْتَاجُ إلَى
نَقْلٍ مُصَدِّقٍ وَنَظَرٍ مَحْقُوقٍ». العلم يحتاج إلى أمرين:
إلى نقل ثابت عن الله ورسوله.
وإلى علم صحيح، وتفسير كلام الله، وكلام رسوله، وبيان الفقه الذي فيهما.
قوله: «وَالْمَنْقُولُ عَنْ السَّلَفِ
وَالْعُلَمَاءِ يَحْتَاجُ إلَى مَعْرِفَةٍ بِثُبُوتِ لَفْظِهِ وَمَعْرِفَةِ دَلاَلَتِهِ».
هذا معنى نقل مصدق، أي: يُعرف ثبوت نقله، ثم يُعرف دلالته، هذا المعنى المحقق.
قوله: «كَمَا يَحْتَاجُ إلَى ذَلِكَ
الْمَنْقُولِ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَهَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ
الْحِكَايَةِ». الحكاية التي مرت لمالك مع أبي جعفر المنصور، فإنها جاء فيها
ألفاظ لم يقلها مالك رحمه الله، ولا تنطبق على مذهبه، وأيضًا: هي باطلة من جهة
السند، فهي باطلة لفظًا وسندًا ومتنًا؛ لأنهم يزعمون أن مالكًا قال لأبي جعفر: «فإنه وسيلتك ووسيلة أبيك آدم». الوسيلة:
بمعنى الواسطة على اصطلاحهم هم، مع أن المعنى الصحيح للوسيلة هو التقرب إلى الله
جل وعلا بالعمل الصالح، فهم كذبوا على مالك، وأسندوا إليه اصطلاحهم الباطل أن
الوسيلة هي واسطة المخلوق عند الخالق.
الصفحة 5 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد