ورسوله، فالوسيلة في كلام
الله ورسوله: الأعمال الصالحة، قال تعالى: ﴿وَٱبۡتَغُوٓاْ
إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وقال: ﴿يَبۡتَغُونَ
إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57]، أي: القرب منه سبحانه، تقربوا إليه
بالأعمال الصالحة، هذه هي الوسيلة في كتاب الله وسنة رسوله، ولكن عند المخرفين
يقولون: الوسيلة أن تجعل بينك وبين الله واسطة من الخلق.
وهذا ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل الوسيلة
تُطلق ويُراد بها الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله، وتُطلق أيضًا على ما ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم من أنها منزلة في الجنة، وقال: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ
صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ
بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي
الْجَنَّةِ، لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ
أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ»
([1]). فالوسيلة تأتي
بمعنى العمل الصالح، وهذا في لغة القرآن.
وتأتي بمعنى المنزلة في الجنة، وهذا صحيح من كلام الرسول صلى الله عليه
وسلم.
وتأتي بمعنى اتخاذ المخلوقين وسائط بين السائل وبين الله، وهذا باطل، وهو الاصطلاح الذين يريدونه، يقولون: ﴿وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، أي: اجعلوا بينكم وبين الله وسائط. فإذا قلت لهم: هذا شرك. قالوا: لا، هذه وسيلة، والله أمر باتخاذ الوسيلة، فيفسرون كلام الله باصطلاحهم الباطل، وهذه مصيبة جدًّا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (384).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد