كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا
يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ [يوسف: 106].
فَإِنَّ الّمُشْرِكِينَ كَانْوا يُقِرُّونَ أَنَّ اللهَ خَالِقُهُمْ وَرَازِقُهُمْ
وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُُۚ﴾ [الزمر: 38].
وَقَالَ تَعَالَى:
﴿قُل
لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٤سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ
قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٨٥﴾ [المؤمنون: 84- 85] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿قُلۡ
فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ﴾ [المؤمنون: 89].
****
«وَقَال
تَعَالى: ﴿وَمَا
يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ [يوسف:
106] »: أي: يُؤمنُون بتوحيدِ الرُّبُوبية، ولكنَّهم يُشرِكون
في توحيدِ الأُلوهيةِ فجمَعوا بيْنَ الإيمانِ بتوحيدِ الرُّبوبيةِ،والشركِ بتوحيدِ
الأُلوهية، فلمْ ينفعْهم إيمانُهم بتوحيدِ الرُّبوبية.
«فَإِنَّ المُشْرِكِينَ كَانُوا
يُقِرُّونَ أَنَّ الله خَالِقُهُمْ وَرَازِقُهُمْ وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ»:
فهم جمعوا بين الإيمان بإقرارهم بتوحيد الربوبية وبين الشرك بدعاء غير الله،
والنذر لغير الله.
«وَقَال تَعَالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم﴾: أي: يا أيُّها الرسولُ لو سألتَ
المشركين ﴿مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ﴾، وكذا لو سألتَهم من خلَقَهم؟
ليقُولُنَّ الله، فهم يعلمون أنَّه لا يقدِرُ على هذا إلا اللهُ سبحانه وتعالى،
ولكنَّهم عبدُوا غيرَ اللهِ عز وجل.
«وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُل
لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٤سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ
قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٨٥﴾ [المؤمنون: 84- 85] إلى قوله: ﴿فَأَنَّىٰ
تُسۡحَرُونَ﴾
[المؤمنون: 89] ». هذه الآياتُ من سورةِ «المؤمنون» تدُلُّ على أنَّ المشركين