فيُضَاهُون الْمُشْركين الَّذين قَالُوا: ﴿لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ
ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 148]
وَقَالُوا: ﴿أَنُطۡعِمُ مَن
لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ﴾ [يس: 47]. وَقَالُوا: ﴿وَقَالُواْ
لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ﴾ [الزخرف: 20].
وَلَو هُدُوا لعلِموا أَنَّ الْقدَرَ أمَرَنا أَن نرضَى بِهِ، وَنَصْبِرَ على
مُوجِبِه فِي المصائبِ الَّتِي تُصيبُنا كالفقرِ وَالْمَرَضِ وَالْخَوْفِ
****
يَشَآءُ ٱللَّهُ
أَطۡعَمَهُۥٓ﴾ [يس: 47]: لما قيلَ لهم: ﴿أَنفِقُواْ
مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ
أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي
ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾ [يس: 47]:
وهذا احتجاجٌ منهم بالقَضَاءِ والقَدَر، نسألُ اللهَ العَافية، لا يُطعِمُون
الفقراءَ ولا يُعطُونهم ويَزعُمُون أنَّ اللهَ هو الذي أفقَرَهم ويَحتجُّون بذلك
على تَرْكِ الصَّدقة.
ومن
ذلك قولهم: ﴿وَقَالُواْ
لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ﴾
[الزخرف: 20]، لما أنكرَتْ عليهم الرُّسلُ عِبادةَ الأصنامِ والشِّركَ احتجوا
بأنَّ اللهَ قدَّر علينا ذلك فهو رَاضٍ عن فِعلِنا.
متى يُحتَجُّ بالقضاءِ والقَدَر:
قال
الشيخ: «ولو هُدُوا
لَعلِمُوا أنَّ القَدَرَ أمَرَنا أنْ نرضَى به، ونصبِرَ على موجِبِه في المصائبِ
التي تُصيبُنا كالفقرِ والمرضِ والخَوف»: فيُحتَجُّ بالقَدَرِ على المصائبِ
التي لا حيلةَ للعبدِ في الفرارِ منها، فيصبِرَ عليها ولا يجْزَع، وأما الذُّنوبُ
فلا يُحتَجُّ بالقدَرِ على فِعلِها لأنَّه يقدِرُ على تَرْكِها ويَتوبُ من فِعلِها
لأنه ما أصابَه ما أصابَه إلا بسببِ مَن قَبْله، قال تعالى: ﴿وَمَآ
أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن