وَقَالَ يُوسُف عليه السلام: ﴿إِنَّهُۥ
مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [يوسف: 90].وَكَذَلِكَ
ذنُوب الْعباد، يجب على العَبْد فِيهَا أَن يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن
الْمُنكر
****
قوله:
«وقال يوسف عليه السلام: ﴿إِنَّهُۥ مَن
يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾»:
جرَتْ على يُوسُفَ أمورٌ ومصائبُ كثيرة، منذُ صِغَرِه وهو يُقاسِي من المَصَائب،
ومن المَتَاعب، ثم في النهايةِ فرَّجَ اللهُ له وأعطَاه المُلكُ والأُبَّهة، وجاء
إخوتُه ودخلوا عليه ولم يَعرِفوه، وكانوا يَظُنُّون أنه مَلِكُ مِصرَ حتى قال لهم:
﴿قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم
مَّا فَعَلۡتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَٰهِلُونَ ٨٩قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ
لَأَنتَ يُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِيۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ
إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ
٩٠﴾ [يوسف: 89- 90]، فقد نالَ
هذا في الدُّنيا، وينالُ في الآخرةِ الجنةَ والأجرَ والثوابَ بِهاتينِ الخَصْلتين،
الصبْرِ على المَصَائب وتقوى اللهِ بفعلِ طاعتِه وتركِ ما نَهاه عنه، فيجمَعُ
اللهُ له بينَ الحُسْنَيَيْن، قالوا: ﴿قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا
وَإِن كُنَّا لَخَٰطِِٔينَ﴾
[يوسف: 91]، فاعترفوا بخطئهم، فقال لهم: ﴿لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ
لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾
[يوسف: 92]، عفَا عنهم واستغفَرَ لهم؛ على الرَّغمِ ممَّا فعلُوا به من الأَذى،
وتلكَ أخلاقُ الأنبياءِ وأتباعِهم.
قولُه:
«وكذلك ذنوبُ العِباد، يجِبُ على العبدِ
فيها أنْ يأمُرَ بالمعروفِ ويَنْهَى عن المنكر»: فلو كان القضاءُ والقَدَرُ
حُجَّة؛ لمَا شَرَعَ اللهُ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المُنكَر، فلا تأمرِ
الناسَ بشيءٍ مُقدَّرٍ عليهم!، أو تَنْهَاهم عن شيءٍ مُقدَّرٍ عليهم!، فهذا دليلٌ
على أنَّه لا