وَيُحِبُّ فِي اللهِ وَيبغضُ فِي الله.
****
مُقدَّر
عليهم؟ لكنَّ اللهَ أمرَنا بمعاداتِهم، فدَلَّ على أنَّهم مَلُومون في كفرِهم؛
لأنَّه بإمكانِهم الدخولُ في الإسلام، وبإمكانِهمُ التوبة، والاستغفارُ ولكنَّهم
لم يَفْعلوا ذلك.
وكذلك
قوله: «ويُحِبُّ في اللهِ ويَبغَضُ
في الله»: فيُحِبُّ أهلَ الإيمانِ ويبغَضُ أهلَ الكفر والمعاصي، ويُسمَّى هذا «باب الولاء والبراء»: وهو بابٌ عظيم،
يُحاوِلُ المَلاَحِدةُ اليومَ أن يكسِرُوه وأنْ يُلغُوه، ويقولون: الناسُ إخوانٌ
في الإنسانيةِ ولا بُدَّ من التَّسَامُحِ وما أشْبَهَ ذلك من الألفاظِ القَبيحة،
يُريدُون أنْ يُذِيبُوا الولاءَ والبَراء، ويُزيلوا الفوارِقَ بينَ المسلمين
والكفار، وبينَ أهلِ الطَّاعةِ والمعصية، وبينَ أهلِ الفُجورِ وأهلِ التقوى،
ويُسَووا بينَ الناس، ويُسمُّون هذا بالتسامحِ والإنسانية، وبعدمِ كُرهِ الآخرِ
وما أشْبهَ ذلك من الألفاظِ والأسماءِ البَرَّاقة، وهذا باطل، وهو إلغاءٌ لأصْلٍ
من أصولِ الإسلام، فإذا زَالتِ الفَوارقُ بينَ المسلمين والكُفَّار، وصاروا كلُّهم
سواء؛ لم يكُنْ للإيمانِ مِيزةٌ ولا للطاعةِ ميزةٌ ولا للكفرِ ذَم، وصار المُطيعُ
والعاصي سواء، وصار الكُفرُ والإيمانُ سواءً عندَهم، نسألُ اللهَ العافية.
ويقولون:
لا بُدَّ من الحريةِ والتعبيرِ عن الرأي.. إلى آخِرِ ما يقولون، إنَّها حُريَّةٌ
بَهِيمِيَّة، حريةٌ في معصيةِ اللهِ سبحانه وتعالى، فالإنسانُ عبدٌ وليسَ حرًا،
فهُو عبدٌ للهِ سُبحانه وتَعَالى، ولا يَستطيعُ الخُروجُ عن العُبوديةِ مهما كان،
فإمَّا أن يكونَ عبدًا لله، وإمَّا أنْ يكونَ عبدًا للشيطان، وعبدًا للهَوى
والشَّهَوات، فالكُفَّارُ والمُشركون لمَّا أَبَوا أنْ