وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ
عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ
عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسَۡٔمُونَ۩ ٣٨وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ
لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي
خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ ٣٧﴾ [فصلت: 37- 38]،
****
واللهُ
تعَالى تَوعَّد مَن يَستَنْكف عَن عُبودِيَّة اللهِ وَيتوَقفْ عَنها مِن غَير
عُذرٍ حَيثُ قَال: ﴿وَمَن يَسۡتَنكِفۡ
عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا﴾
[النساء: 172]، فالمَسيحُ لاَ يُنكِر أَنَّه عَبدٌ للهِ، وَكَذا المَلائِكة
المُقرَّبون لا يُنكِرونَ أنَّهُم عِبادٌ لِله جل وعلا، فَكيفَ يُنكِر الصُّوفيَّة
فِي آَخر أحْوَالِهم أنَّهُم لَيسُوا عِبادٌ للهِ، وَأنَّهمْ مُستغْنُون عَن
العِبَادة، وَعَن العُبودِيَّة؟!.
قوْلُه
تَعَالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، فَمن يَستَكبِر عَن عبَادَة اللهِ فإنَّ
اللهَ توعَّدَهم بِجَهَنَّم، يَدخُلونها صَاغرينَ بِسبَب أنَّهُم اسْتَكبَروا عَن
عِبَادة اللهِ، فَلا أَحَد يَستَكبِر عَن عِبَادة اللهِ جل وعلا إِلا الأَشقِيَاء
وَأهلُ النَّار، ومَن اسْتكْبَر عَلى اللهِ أهَانَه وَمن تَواضَع لَه رَفَعه.
قولُهُ
تَعَالى: ﴿فَإِنِ
ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ
وَهُمۡ لَا يَسَۡٔمُونَ۩ ٣٨وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ
وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ
وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ ٣٧﴾ [فصلت: 37- 38]، كانُوا فِي الجَاهليَّة يَعبُدون
مَعبودات كَثيرة