وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَهُۥ
مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ
وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ ١٩يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ ٢٠﴾ [الأنبياء: 19- 20]،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ
أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن
يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا﴾ [النساء: 172]،
إلَى قَولِه: ﴿وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن
دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا﴾ [النساء: 173]
****
قَولُه تَعَالى: ﴿وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ﴾ يعْنِي: المَلائِكة، ﴿لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ﴾ [ الأنبياء: 19] أي: لا أحَد فِي السَّمَوات وَالأرْضِ مَهمَا
بَلَغ مِن الفَضلِ وَالمَكانَة يخْرُج عَن عُبودِيَّة اللهِ جل وعلا، فَلَه مَن
فِي السَّموات والأرْضِ ملكًا وعَبيدًا، لاَ يَسْتكْبِرُون عَن عِبَادته، ﴿وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ
١٩يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ ٢٠﴾
[الأنبياء: 19- 20]، لا يَفتَرون عَن عِبادَته دَائمًا بِخلاف الصُّوفِيَّة الذينَ
يَترُكون عِبادَته استِغنَاء عَنهَا.
قَال
تَعَالى فِي المَسيح: ﴿لَّن
يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ
وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ
جَمِيعٗا﴾ [النساء: 172]، فَلا أَحد يَخرُج
عَن عُبودِيَّته سُبحَانه، لاَ المَلائِكة وَلا الأَنبِيَاء.
وقَولُه
تَعَالى: ﴿لَّن
يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا﴾
[النساء: 172]، أبدًا، فالمَسِيح مُعتَرفٌ أَنه عَبدٌ للهِ، لاَ يَخرُج عَن
العُبوديَّة، بَل وَلا المَلائِكة المُقرَّبون، فَهُم عِباد.