وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالُواْ
ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗا ٨٨لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيًۡٔا إِدّٗا ٨٩﴾ [مريم: 88- 89]
إلى قوله: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا ٩٣لَّقَدۡ أَحۡصَىٰهُمۡ وَعَدَّهُمۡ
عَدّٗا ٩٤وَكُلُّهُمۡ ءَاتِيهِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَرۡدًا ٩٥﴾ [مريم: 93- 95]،
وَقَالَ تَعَالَى فِي المَسِيح: ﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا
عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [الزخرف: 59]،
****
فَكُلُّ
مَن فِي السَّمَوات مِن المَلائِكة وَمنْ غَيرِهم يَأتُون عِبادًا لِلهِ، لاَ
أَحدَ يَخرُج عَن العُبودِيَّة، ﴿إِنۡ﴾
بمعْنَى «ما» النَّافِية، فَلا أَحَد
يَخرُج عَن العُبودِيَّة، فَلفظُ «إن»
هُنا نَافِية عَن خُروجِ أَحدٍ مِمَّن فِي السَّمَوات وَالأرْضِ عَن العُبودِيَّة.
«وَقالَ
تَعَالى فِي المَسيح: ﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ
وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [الزخرف: 59]
»، النَّصَارى نَسبُوا الوَلدَ إِلى اللهِ جل وعلا،
فَقالُوا: المَسيح عِيسى ابن مَريَم ابْن الله.
والشَّاهِد
فِي قَولِه: ﴿إِنۡ
هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ﴾، لاَ يخرج
عِيسى عَن العُبودِيَّة مَع مَا لَه مِن الفَضلِ وَالمكَانَة عِندَ اللهِ، وَ ﴿إِنۡ﴾ نَافيَة، يَعنِي مَا هُو إِلا عَبد فِي أَي حَالٍ مِن
الأَحوَال، ﴿أَنۡعَمۡنَا
عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾
[الزخرف: 59]، أي آية تَدلُّ عَلى قُدرَة اللهِ جل وعلا، وَليس هُو ابن للهِ عز
وجل، وَلا جُزء مِن اللهِ كَما﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ﴾ [الزخرف: 15]، وهُو الوَلد، فَهُو عَبدٌ مِن عِبَاد
اللهِ.