×
شرح كتاب العبودية

فَهُوَ من أَجْهَل الخلق أضلهم. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧ [الأنبياء: 26- 27] إلى قوله: ﴿وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ [الأنبياء: 28]،

****

فَالمَلائِكة قَال اللهُ فِيهم: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ٢٨ [الأنبياء: 26- 28]، هَؤلاءِ هُم المَلائِكة الذِين اعْتَقد المُشرِكون أنَّهُم بَناتُ اللهِ، كذَّبَهُم اللهُ بِذلكَ، وَبيَّن أنَّ المَلائكَة عِبادٌ مِن عبَاد اللهِ، وَأنَّهُم يَعبُدون اللهَ دَائمًا وَأبدًا.

وَلم يَترفَّعُوا عَن العِبَادة أَبدًا، مَع أَنَّهم مَلائِكَة وَمقرَّبُون عِندَ اللهِ سبحانه وتعالى، ﴿وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ، مَع أَنَّهم مَلائِكة وَمقرَّبُون مِن اللهِ، فَهُم مِن خَشيَة اللهِ مُشفِقون وَخائِفُون، يَخافُون غَضبَ اللهِ عَزَّ وَجل، فَلا يَخرُج عَن العُبودِيَّة أَحدٌ، لا المَلائِكة وَلا غَيرهم.

قَولُه تَعَالى فِي المَلائِكة: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ٢٨؛ حَيث قَالُوا: إِن المَلائِكة بنَاتُ اللهِ، تَعالَى اللهُ عَن ذَلكَ.

وَجعَلوا بَينَه وَبينَ الجِنَّة؛ أي: الجِن نَسبًا، قَالوا: إنَّه تَزوَّج منَ الجِنِّ فَأنجَبت لَه المَلائِكة، فَردَّ اللهُ عَليهِم فِي قوْلِه: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا [مريم: 93].


الشرح