وَكَذَلِكَ قَوْله لمُوسَى: ﴿إِنَّنِيٓ
أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
لِذِكۡرِيٓ﴾ [طه: 14]، وَإِقَامَة الصَّلاَة لذكره من أجلِّ
عِبَادَته، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا﴾ [الأحزاب: 70]،
وَقَوله: ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ
إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وَقَوله: ﴿ٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، فَإِن هَذِه
الأُمُور هِيَ أَيْضًا من تَمام تقوى الله، وَكَذَلِكَ قَوْله: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ
وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ﴾ [هود: 123]،
****
وقَولُه:
﴿وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ
وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾
[الأعراف: 170]، عَطف إِقام الصَّلاة عَلى التَّمسُّك بِالكِتاب مَع أَنَّ إِقام
الصَّلاة مِن التَّمسُّك بِالكِتاب لَكنْ مِن أهَمِّ التَّمَسُّك بِالكتَاب إِقامِ
الصَّلاة.
وَقولُه
تَعَالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ﴾ [البقرة: 121]، حَق تلاوَتهِ تَحلِيل الحَلالِ،
وَتحْريمُ الحَرام، والتَّمَشِّي وَفقَ الأَحكَام الشَّرعِيَّة، هَذا مِن تِلاوَة
الكِتابِ، فَليسَ المَقصُود بِالتِّلاوَة هُنا مُجرَّد القِراءَة، كَما قَد
يَفهَمَها بَعضُ النَّاس، فَالتلاَوَة عَلى قِسمَين:
-
التِّلاوَة بِمعني الاتِّباع.
-
والتِّلاوَة بِمعْنَي القِراءَة، وَتلاوَة القِراءَة وَسيلَة لاتِّبَاعه.
«وكَذلِك قَولُه لِمُوسى: ﴿إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي
وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ﴾ [طه: 14] »،
مَع أَنَّ إِقامَة الصَّلاةِ دَاخِلٌ فِي قَولِه: ﴿فَٱعۡبُدۡنِي﴾،
فَالصَّلاة مِن العِبادة، وَذلِك لأَهَميَّة الصَّلاة، وَلأَنَّها أَعظَمُ
العِبادَات العَمَليَّة.