×
شرح كتاب العبودية

قوْلُه تَعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا [الأحزاب: 70]، عَطف القَول السَّديد عَلَى تَقْوى اللهِ مَع أنَّ القَول السَّديدَ دَاخلٌ فِي تَقوَى اللهِ سبحانه وتعالى؛ وَذلكَ لأِهَمِّيَّة القَولِ السَّديدِ وَفائِدَته.

«قَولُه تَعالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ [المائدة: 35] »، أي: مَا يُقرِّبكُم إِلى اللهِ، وَالوَسيلَة هِي الطَّاعَة التِي تُقرِّب مِن اللهِ سبحانه وتعالى، وَهَذا دَاخلٌ فِي قَوله: ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّه، فَمن تَقْوى اللهِ اتِّخاذُ الوَسيلَة، وَهِي: التَّقَرُّب إلَيهِ بِالعِبَادَة، فَهَذا مِمَّا يَدلُّ عَلى أنَّ المَعطُوف لَه خَاصيَّة.

قوْلُه تَعَالى: ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ [التوبة: 119]، فَكونُك تَكُون مَع الصَّادِقين، دَاخلٌ فِي قَولِه: ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ، وَلكِن عَطَفه عَليهِ لأِهمِّيَّتِه.

«قَولُه تَعَالى: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ [هود: 123] »، رجَعَ الشَّيخُ إِلى أَصلِ البَحثِ، لَمَا ذَكرَ هَذهِ الأَمثِلَةِ وَتقرَّرَت القَاعِدَة إذًا فيكُونُ قَولُه: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ، هُو مِن هَذا البَاب، عَطفَ التَّوكُّل عَلى العِبَادة؛ لأَهمِّيَّة التَّوكُّل عَلى اللهِ سبحانه وتعالى، فَالتَّوكُّل عَلى اللهِ اسْتِعَانة العَبدِ بِه سُبحَانه، والاسْتِعَانة دَاخِلةٌ فِي العِبَادة، فَعطفُهَا مِن بَاب الاهْتمَام بِها.


الشرح