وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ
إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ ١١وَأُمِرۡتُ
لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٢قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي
عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ١٣قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي ١٤فَٱعۡبُدُواْ
مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ
وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ
١٥﴾ [الزمر: 11- 15].
****
وَقولُه تَعَالى: ﴿قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ
ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ ١١وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ
١٢قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ١٣قُلِ ٱللَّهَ
أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي ١٤فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ
إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ
أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ ١٥﴾،
أَمَر اللهُ رَسولَه مُحمَّد صلى الله عليه وسلم أنْ يُعلِن وَيصَرِّح لِلنَّاس
أنَّ اللهَ أمَرَه أَن يَعبُد اللهَ وَحدَه، فَإذا كَان مُحَمَّد مَأمُورًا
بالعِبَادَة وَهُو بِحاجة إِليهَا؛ فَكيفَ يدَّعِي هَؤُلاء أَنَّهم ليْسُوا بِحَاجَة
إلَى العِبَادة؟!
وَقَوْلُه:
﴿قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ
ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ﴾
فَلاَ يَجُوز أنْ يَعْبُد الإنْسَان اللهَ وَيَعبُد مَعَه غَيرَه، بَل لاَ بُدَّ
أَن يَعبُد اللهَ ويُخلِص العِبَادة لَهُ منَ الشِّركِ، فَقولُه: ﴿مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ﴾ أي: العِبادَة، ﴿وَأُمِرۡتُ
لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾،
يعْنِي: المُنقادِين لأَمْر اللهِ سبحانه وتعالى.
فمُحمَّد
صلى الله عليه وسلم وَجمِيع الرُّسُلِ عَليهِم السَّلاَم هُم أَوَّل مَن
يَنقَادُون لِعِبَادة اللهِ، وَلأَمْر اللهِ سبحانه وتعالى، فَكيفَ بِغيْرِهم
مِمَّن لاَ يَنقَاد وَيزعُم أنَّه خَرَج عَن نِطَاق العُبودِيَّة، وَصارَ وَليًّا
مِن الأَولِياءِ الذِين لَيسُوا بِحَاجَة إلَى العِبَادة.
ثُمَّ
قالَ: ﴿قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ
رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ﴾ أي: إذَا عَصَى رَبَّه فَلم
يَعبُدْه فَإنَّ اللهَ يعَذِّبُه فِي يَوم عَظِيم، فَلو قُدِّر أنَّ الأنْبِياء يُشرِكُون
لَحِبطَت أعْمَالُهم.