×
شرح كتاب العبودية

قَالَ الْخَلِيلُ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [العنكبوت: 17]؛ فَالْعَبْدُ لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ رِزْقٍ، وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى ذَلِك،

****

يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٣١ [النور: 30- 31]؛ لأنَّ فِيهِ نَجَاةً لِلمُؤْمِنِ مِنَ الذِّلَّةِ والشَّهَوَاتِ وَالعِشْقِ والصُّوَرِ؛ فَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ سَلِمَ، وَإِذَا سَلِمَ، طَهُرَ قَلْبُهُ؛ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ، وَأَمَّا النَّظَرُ إلى ما حَرَّمَ اللهُ، فإنَّه ذِلَّةٌ في القَلْبِ، وَدَنَسٌ في السُّلوك.

وَقَالَ الخَلِيلُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام لِقَوْمِهِ: ﴿إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا [العنكبوت: 17]؛ لأنَّهُمْ حِجَارَةٌ ضَعِيفَةٌ، أو حَيَوَانَاتٌ، أو آدميُّون؛ فَهُمْ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا؛ لأنَّ الرِّزْقَ بِيَدِ الله.

ثمَّ قال: ﴿فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ؛ أَيْ: لا تَطْلُبُوا الرِّزْقَ مِنَ النَّاس؛ وإنَّمَا اطْلُبُوهُ مِنَ الله جل وعلا الَّذي يَمْلِكُ الرِّزْقَ؛ فإنَّ اللهَ هو الرَّزَّاقُ ذُو القوَّة المتين، فَعَلِّقْ قَلْبَكَ بالله عز وجل.


الشرح