×
شرح كتاب العبودية

وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَتَاكَ مِنْ هَذَا المَالِ، وَأَنْتَ غَيْرُ سَائِلٍ وَلا مُشْرِفٍ، فَخُذْهُ، وَمَا لا، فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ»؛ أَيْ: إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أن تتطلَّع إِلَيْهِ؛ بِأَنِ ابْتَدَأَكَ إِنْسَانٌ وَأَعْطَاكَ مالاً، فَخُذْهُ، فَإِنْ شِئْتَ، انْتَفِعْ بِهِ، وَإِنْ شِئْتَ، ادْفَعْهُ لِغَيْرِكَ.

قَالَ الشَّيْخُ: «فَكُرِهَ أَخْذُهُ مِنْ سُؤَالِ اللِّسان، واستشراف القلب»؛ أي: طَمَعَ القَلْبَ.

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَسْتَغْنِ، يُغْنِهِ اللهُ»؛ فَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَل؛ فَمَنْ يَسْتَغْنِ، يُغْنِهِ اللهُ، «وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ، يُعِفَّهُ اللهُ؛ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ، يُصَبِّرْهُ اللهُ. وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ». فَيَصْبِرُ الإِنْسَانُ وَلَوْ عَلَى شَظَفِ العَيْشِ، وَيَطْلُبُ الرِّزْقَ وَيَصْبِرُ، وَلا يَلِينُ أَوْ يَذِلُّ للنَّاس وينظر إلى ما بِأَيْدِيهِم، بل يَصْبِرُ على العَمَلِ والتَّعَبِ والحاجة غير الشَّديدة، ولا يَسْأَلُ النَّاس.


الشرح