كَقَوْلِهِ
تَعَالَى: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧وَإِلَىٰ
رَبِّكَ فَٱرۡغَب ٨﴾ [الشرح: 7- 8]،
****
قال تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ﴾ [الشرح: 7]. هذا خِطَابٌ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
وهو خِطَابٌ لأُمَّتِهِ أَيْضًا؛ أَيْ: إذا فَرَغْتَ مِنْ أَشْغَالِكَ
وَأَعْمَالِكَ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَانْصَبْ لِعِبَادَةِ ربِّك بالصَّلاة وَذِكْرِ
الله عز وجل، وَاشْغَلْ فَرَاغَكَ بطاعة الله عز وجل.
ومعنى:
«انْصَبْ»: أَيِ: اتْعَبْ في ذَلِكَ،
واشْغَلْ فَرَاغَكَ في ذلك، وهو خَيْرٌ لك؛ لأنَّك تَجِدُهُ عند الله سبحانه
وتعالى.
وَكَثِيرٌ
من النَّاس يَشْغَلُونَ فَرَاغَهُمْ بِمَا يضرُّهم من اللَّهو واللَّعب
والغَفْلَةِ، ويقولون: نقتل الوقت، نحن عندنا فراغ، ماذا نصنع به، وكأنَّهم نَسُوا
أنَّ الوقت من ذهب، وأنَّ اللاَّئِقَ بالمسلم أن يَسْتَغِلَّ وَقْتَهُ لآخرته.
فَلَيْسَ
عند المسلم فَرَاغٌ أَبَدًا، بل يَشْغَلُ وَقْتَهُ بما يَنْفَعُهُ عند الله سبحانه
وتعالى فَكَمَا يُؤَمِّنُ مُسْتَقْبَلَهُ في الدُّنيا - كما يقولون - يؤمِّن مستقبله
في الآخرة.