وَمِنْ دُعَاءِ مُوسَى: «اللَّهُمَّ لَك الْحَمد
وَإِلَيْك المشتكى وَأَنت الْمُسْتَعَان وَبِك المستغاث وَعَلَيْك التكلان وَلاَ
حول وَلاَ قُوَّة إِلاَّ بك». وَفِي الدُّعَاءِ الَّذِي دَعَا بِهِ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم لَمَّا فَعَلَ بِهِ أَهْلُ الطَّائِفِ مَا فَعَلُوا: «اللَّهُمَّ
إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ؛
أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنت رَبِّي، اللَّهُمَّ إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟
إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ
يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلاَ أُبَالِي؛ غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ
لِي. أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ؛ وَصلُحَ
عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ؛ أَوْ
يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ؛ لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى؛ فَلاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ». وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: «وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ
إِلاَّ بِكَ» ([1])
****
وقوله: «وَمِنْ دُعَاءِ مُوسَى: اللَّهمَّ لك الحَمْدُ، وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى،
وَأَنْتَ المستعان، وبك المُسْتَغَاثُ، وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ، ولا حَوْلَ ولا
قوَّة إلاَّ بِكَ»: الشَّاهد في قوله: «وإليك المُشْتَكَى»: فالشَّكوى إلى الله، وهي لا تُنَافِي الصَّبْرَ
والاحتساب؛ فهذا كَلِيمُ الله موسى عليه السلام كَانَ يَقُولُ في دُعَائِهِ: «وإليك المُشْتَكَى»؛ فَهُوَ يَشْكُو إلى
الله ما أَصَابَهُ مِنْ أَذَى فِرْعَوْنَ وَبَنِي إسرائيل.
قوله: «وفي الدُّعاء الَّذي دعا به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمَّا فَعَلَ به أهل الطَّائف ما فعلوا: «اللَّهمَّ إليك أَشْكُو ضَعْفَ قوَّتي...»»: لمَّا كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مكَّة، وَآَذَاهُ المُشْرِكُونَ وَضَايَقُوهُ غَايَةَ المُضَايَقَةِ، وازْدَادَ ذلك الأَذَى
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (181)، وعبد الرزاق في «مصنفه» رقم (9234).