وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
أَنه قَالَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ
القَطِيفَةِ تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيصَةِ تَعِسَ وَانْتَكَسَ...»
****
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ» أَيِ:
الَّذي يتعلَّق قَلْبُهُ بالدِّرهم، يَرْضَى لَهُ، وَيَسْخَطُ لَهُ؛ فهذا عَبْدٌ
للدِّرْهَمِ، فالطَّمَعُ بالشَّيْءِ عبوديَّة لهذا الشَّيْءِ، وهي عبوديَّة شِرْكٍ
أصغر. «تَعِسَ» يَعْنِي: هَلَكَ؛
دَعَا عَلَيْهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالتَّعَسِ؛ وهو الهَلاكُ؛ قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾
[محمد: 8]؛ أَيْ: هَلاكًا، والدِّرهم من الفضَّة، و«تعس عبد الدِّينار» والدِّينار من الذَّهب.
قوله
صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ
عَبْدُ القَطِيفَةِ» نَوْعٌ من الفِرَاشِ؛ أَيْ: يتعلَّق قَلْبُهُ بِطَمَعِ
الدُّنيا؛ إمَّا بِدِرْهَمٍ، أو بِدِينَارٍ، وَإِمَّا بِقَطِيفَةٍ.
قوله
صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ
عَبْدُ الخَمِيصَةِ»، الخَمِيصَةُ كِسَاءٌ.
قوله
صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ
وَانْتَكَسَ» كَرَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الدُّعَاءَ عَلَى مَنْ
يَتَعَلَّقُ قَلْبُهُ بِأَطْمَاعِ الدُّنيا، وَيَرْضَى لها، وَيَغْضَبُ لَهَا؛
فالمُؤْمِنُ لا يتعلَّق قَلْبُهُ بِحُبِّ المَالِ؛ فهو يُحِبُّ المَالَ، ولكن لا
يتعلَّق قَلْبُهُ بِهِ بِحَيْثُ يَرْضَى لَهُ وَيَسْخَطُ.