×
شرح كتاب العبودية

قوله: «إذا أدَّى حقَّ الله وحقَّ مواليه له أَجْرَانِ»: أَجْرُ أدائه لحقِّ الله، وأجر أدائه لحقِّ مواليه، وصَبْرِهِ على ذلك؛ لأنَّه حُكْمُ الله فيه.

وأمَّا ما يَقُولُهُ بَعْضُ الكتَّاب الجهَّال: إنَّه ليس هناك رِقٌّ شَرْعِيٌّ، وإنَّما الإسلام وَجَدَ الرِّقَّ في النَّاس، فشرع في التَّخلُّص منه بالتدريج؛ لأنَّه لا يستطاع مَنْعُهُ دفعة واحدة، فهذا كلام باطل ناشئ عن جَهْلٍ.

قوله: «ولو أكره على التَّكلُّم بالكفر، فتكلَّم به وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمان، لم يَضُرَّه ذلك»: لأنَّ المَدَارَ عَلَى القلب؛ فلا يجوز للإنسان أن يتكلَّم بالكفر وهو مختار، وإذا تكلَّم بكلام كفر وهو مختار، فإنَّه يَرْتَدُّ عن الإسلام؛ لأنَّ ذلك مِنْ نَوَاقِضِ الإسلام، وَمِنْ أَنْوَاعِ الرِّدَّةِ.

أمَّا إذا أُكْرِهَ على كلام كُفْرٍ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمان، فَنَطَقَ بكلام الكفر لأجل التَّخلُّص فقط، ولم يُوَافِقْ عليه في قلبه، فقد أباح اللهُ له ذلك؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٠٧أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ١٠٨لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ١٠٩ [النحل: 107- 109]؛ فَيُبَاحُ للإنسان أن يتكلَّم بكلام الكفر إذا أُكْرِهَ عَلَيْهِ ليتخلَّص من الإكراه فقط، دون أن يعتقد ذلك بقلبه، فدلَّ على أنَّ المدار على القلب.


الشرح