كَمَا قيل:
سُكْرَانِ:
سُكْرُ هَوىً وَسُكْرُ مُدَامَةٍ **** وَمَتَى إِفَاقَةُ
مَنْ بِهِ سُكْرَانِ
وَقيل:
قَالُوا:
جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى فَقلتُ لَهُم **** الْعِشْقُ
أَعْظَمُ مِمَّا بِالمَجَانِينِ
الْعِشْقُ
لاَ يَسْتَفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ **** وَإِنَّمَا
يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الحِينِ
****
وقوله:
«سُكْرَانِ سُكْرُ هوىً
وَسُكْرُ مُدَامَةٍ **** وَمَتَى إِفَاقَةُ مَنْ بِهِ سُكْرَانِ»
السُّكْرُ
عَلَى قِسْمَيْنِ: سُكْرِ الهَوَى، وهذا لا يُفِيقُ صَاحِبُهُ،
وَسُكْرُ المُدَامَةِ، وَهِيَ الخَمْرُ، وهذا يُمْكِنُ أَنْ يَصْحُو مِنْهُ.
وَمَنِ
اجْتَمَعَ فيه هَذَانِ السُّكْرَانِ - سُكْرُ الهَوَى، وَسُكْرُ الخَمْرِ - فإنَّه
يَصْعُبُ أن يتخلَّص منهما.
وقوله:
«جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى
فَقلتُ لَهُم **** الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالمَجَانِينِ
الْعِشْقُ لاَ يَسْتَفِيقُ
الدَّهْرَ صَاحِبُهُ **** وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الحِينِ»
القَائِلُ
يَقُولُ: العِشْقُ أَشَدُّ مِنَ الجنون؛ لأنَّ العاشق لا يُفِيقُ الدَّهر كلَّه،
بل قَلْبُهُ متعلِّق بمعشوقه، أمَّا المجنون فإنَّه يُصْرَعُ في بعض الأحيان
ويُفِيقُ، ولكن العاشق لا يَسْتَفِيقُ أبدًا؛ فَسُكْرُهُ مُسْتَمِرٌّ، نسأل الله
العَافِيَةَ.