×
شرح كتاب العبودية

وَمِنْ أَعْظَمِ أَسبَاب هَذَا الْبلاَء إِعْرَاضُ الْقَلْبِ عَن الله؛ فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذا ذاق طعم عبَادَة الله وَالإِْخْلاَصِ لَهُ، لم يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ قطُّ أَحْلَى من ذَلِك، وَلاَ أَلَذَّ وَلاَ أَطْيَبَ، وَالإِْنْسَانُ لاَ يَتْرُكُ مَحْبُوبًا إِلاَّ بِمَحْبُوبٍ آَخَرَ يَكُونُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ، أَوْ خَوْفًا مِنْ مَكْرُوهٍ؛ فالحبُّ الْفَاسِدُ إِنَّمَا يَنْصَرفُ الْقلبُ عَنهُ بالحُبِّ الصَّالح أَو بالخوف من الضَّرَر؛

****

  لا عِلاجَ لِهَذَا العِشْقِ والغَرَامِ واتِّبَاعِ الهَوَى إلاَّ بالرُّجوع إلى الله عز وجل، وتَعْلِيقِ القلب بالله عز وجل، وحينئذٍ يَشْفِيهِ اللهُ جل وعلا وَيُزِيلُ عنه هذا البَلاءَ إذا رَجَعَ وتاب إلى الله عز وجل.

فالَّذي يريد أن يُعَالِجَ مَا أَصَابَهُ مِنَ العشق والهَوَى اللَّذين هما خَطَرٌ عليه في حياته وأخلاقه، لا يُعَالِجُ هذا إلاَّ بالتَّوبة والرُّجوع إلى الله وغَضِّ البصر، والابتعاد عن مواطن الشَّرِّ والفتنة والنَّظر في الشاشات الهابطة، والامْتِنَاعِ عن الذَّهاب إلى معارض وأسواق النِّساء ومتابعتهنَّ؛ فالإنسان يَبْتَعِدُ عن مواطن الفتنة، وبذلك ينجو بإذن الله. ولا تَسْلَمُ مِنَ الشَّرِّ إلاَّ إذا تَجَنَّبْتَ أَسْبَابَهُ.

وَمِنْ أَعْظَمِ أسباب الفتنة اليوم اخْتِلاطُ النِّساء بالرِّجال في المكاتب، والمستشفيات، والمدارس، ومواطن الأعمال، والبيع والشِّراء والحفلات والنَّدوات واللِّقاءات، وهذا من أعظم أسباب الفتنة.

فَمِنْ أَعْظَمِ أسباب الفتنة: اختلاط الرِّجال والنِّساء المتبرِّجات المتزيِّنات بأنواع الزِّينة؛ فالفتنة شديدة، ولذلك تَشْتَدُّ غُرْبَةُ الدِّين في آخر الزَّمان، ويكون القَابِضُ على دينه كالقابض على الجَمْرِ.


الشرح