قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ يُوسُفَ: ﴿كَذَٰلِكَ
لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾ [يوسف: 24].
****
فهذه
فِتَنٌ عظيمة نَسْأَلُ الله العافية منها، وقد تُلاحِقَ الإِنْسَانَ وهو في بَيْتِهِ
وعلى فِرَاشِهِ بواسطة الفضائيَّات والشَّاشات والجوَّالات الَّتي تعرض الجرائم
والشُّرور على النَّاس، وتدخل عليهم في بيوتهم؛ فالفتنة شديدة، وغربة الدِّين
شديدة، ولا حَوْلَ ولا قوَّة إلاَّ بالله، ولذلك ضاع كَثِيرٌ من شباب الأمَّة، بل
وَرِجَالِ الأمَّة، وَنِسَائِهَا.
وأمَّا
قَوْلُهُ تعالى في يوسف عليه السلام: ﴿كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ
إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾
[يوسف: 24]؛ فَيُوسُفُ عليه السلام لمَّا رَاوَدَتْهُ امْرَأَةُ العَزِيزِ عَنْ
نَفْسِهِ، قال: ﴿مَعَاذَ
ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [يوسف: 23].
وَقَدْ
هَرَبَ منها يريد الخروج من المكان، فَلَحِقَتْهُ، وَجَذَبَتْهُ في ثَوْبِهِ حتَّى
شقَّت قَمِيصَهُ من شدَّة الجَذْبِ وشدَّة الهرب، ووقع الشَّقُّ في دُبُرِ الثَّوب؛
لأنَّه مُعْرِضٌ عنها، ولمَّا وجدت زوجها عند الباب، قَلَبَتِ الدَّعوى عليه،
وقالت: ﴿مَا
جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ
أَلِيمٞ﴾ [يوسف: 25].
فَانْظُرْ
كَيْدَ النِّساء، ولكنَّ اللهَ خَلَّصَ نَبِيَّهُ مِنْهَا وَمِنْ شَرِّهَا بسبب
إخلاصه لله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ
إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾
[يوسف: 24].
وفي
النِّهاية لما ظهرت براءته عليه السلام قالت: ﴿ٱلۡـَٰٔنَ حَصۡحَصَ ٱلۡحَقُّ أَنَا۠ رَٰوَدتُّهُۥ عَن
نَّفۡسِهِۦ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾
[يوسف: 51]؛ فاعترفت فقالت: