فالعبد الَّذي يحافظ على هذه الصلوات الخمس مع
الجماعة، يجد هذه الفوائد العظيمة.
أمَّا
من يُضَيِّعُ الصَّلاة فإنَّه يفقد هذه المزايا؛ ولهذا قال جل وعلا: ﴿۞فَخَلَفَ مِنۢ
بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ
يَلۡقَوۡنَ غَيًّا﴾ [مريم:
59].
فالَّذي
يُضِيعُ الصَّلاة، يتَّبع شهوات نفسه، ويتَّبع هواه، أمَّا الَّذي يحافظ على
الصَّلاة، فإنَّها تَحْجُبُهُ عن الشَّهوات المحرَّمة، وعن الهَوَى، ﴿وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۗ﴾ فذكر الله أكبر من كلِّ
شيء.
فالصَّلاة
فيها الذِّكْرُ لله عز وجل والذِّكْرُ يُحْيِي القلب ويُنِيرُهُ، ويحبِّبه إلى
ربِّه سبحانه وتعالى فَدَلَّ على أنَّ الصَّلاةَ تَكُونُ مربِّيةً للعبد على
الخير، ومَانِعَةً له من الشَّرِّ، ومانعة له من الفحشاء والمنكر، ومربِّية له على
ذكر الله سبحانه وتعالى والرَّغبة إليه، والإقبال على الله جل وعلا.
كما
أنَّ الصَّلاةَ أَيْضًا فيها إعانة على المشاقِّ والمَكَارِهِ في الدُّنيا؛ قال
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة:
153].
فهذه
الصَّلاة عبادة عظيمة، ومن رحمته - سبحانه - أنَّه شَرَعَهَا لعباده المؤمنين،
وأوجبها عليهم لمصلحتهم وفائدتهم، أمَّا من لا يجد للصَّلاة لَذَّةً ولا يجد لها
راحة، فهذا دليل على أنَّه لم يُصَلِّ الصَّلاة المطلوبة؛ فلم يَذُقْ طعمها، ولم يتلذَّذ
بفائدتها، وإنَّما يعتبرها من العادات والتَّقاليد كما يقولون؛ لأنَّهم لم يذوقوا
طعمها وفائدتها، ولهذا قال سبحانه: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45].