×
شرح كتاب العبودية

 فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1]): فالتَّربية السَّيِّئة تُفْسِدُ الفِطْرَةَ.

وإمَّا أن يتَّبع الشَّهوات والرَّغبات النَّفسيَّة، فتنحرف به عن الفِطْرَةِ الَّتي فُطِرَ عليها. فلذلك يجب عليه تجنب الفتن الشَّهوانيَّة والفتن الشُّبُهَاتِيَّة، وتجنيب الأطفال منها؛ لأنَّها تُفْسِدُ الفِطْرَةَ، وَتُفْسِدُ القَلْبَ.

فالموفق من يدفع هذه العوارض؛ فهذه العَوَارِضُ تَعْرِضُ لكلِّ أحد ابتلاءً وامتحانًا، ولكن الموفَّق يدفعها بالعبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى.

قال تعالى في سورة «الشمس»: ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا ١وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا ٢وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا ٣وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰهَا ٤وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا ٥وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا ٦وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا ٧ الشمس: 1- 7]؛ فَأَقْسَمَ بالنَّفس مِنْ جُمْلَةِ ما أَقْسَمَ به من مخلوقاته؛ لأنَّ النَّفْسَ فيها عَجَائِبُ مِنْ خَلْقِ الله سبحانه وتعالى.

قَوْلُهُ سبحانه: ﴿فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا [الشمس: 8]، فألهمها الله سبحانه وتعالى ذلك؛ إمَّا أن تكون فاجرة متَّبعة للمعاصي والشَّهوات، وهذا هو الغالب على نفوس البَشَرِ، أو تكون تقيَّة زكيَّة، تبتعد عن هذه العوارض، وتتعلَّق بربِّها سبحانه وتعالى.

ثمَّ قال جل وعلا: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا؛ أَيْ: مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ؛ يَعْنِي: طهَّرها وكمَّلها ورفعها بطاعة الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1385)، ومسلم رقم (2658).