×
شرح كتاب العبودية

فَعَلَى المسلم أن يَغُضَّ بَصَرَهُ عمَّا حرَّم الله من المناظر المحرَّمة من النِّساء، والمردان، والصُّور الفاتنة، وفي وقتنا النَّظر إلى الفضائيَّات وما فيها من الفِتَنِ مِنْ عَرْضِ النِّساء متبرِّجات سافرات، وأصحابها لا يختارون إلاَّ أجمل النِّساء لأَجْلِ فتنة من ينظر إليهنَّ.

فالمسلم يَغُضُّ بَصَرَهُ، ولا ينظر إلى هذه المناظر، وإلاَّ فإنَّه سيقع؛ إمَّا على المدى القريب أو البعيد فيما حرَّم الله.﴿ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ؛ أي: أَطْهَرَ لهم.

ثمَّ قال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ؛ فهو: ﴿يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ [غافر: 19] وليس هذا خَاصٌّ بالرِّجال، بل بالنِّساء أيضًا، ولهذا قال: ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ [النور: 31]، وَسَبَبُ حِفظ الفرج: غَضُّ البصر، والحجاب للمرأة.

﴿وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ إلى آَخِرِ الآيَةِ.

فالمرأة تَغُضُّ بَصَرَهَا عن الرِّجال ومتابعتهم، وتحتجب عنهم، وتستر نفسها عن الرِّجال الَّذين ليسوا من مَحَارِمِهَا؛ فهذه كلُّها وَسَائِلُ لِحِفْظِ الفروج.

قوله تعالى: ﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدٗا [النور: 21]؛ لَمَّا تَكَلَّمَ مَنْ تَكَلَّمَ فيما أشاعه المنافقون حَوْلَ أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها من الإفك والكذب يريدون أن يكيدوا للرَّسول صلى الله عليه وسلم ويمتحنوه، ويضيقوا صدره صلى الله عليه وسلم، وتكلَّم معهم بعض المؤمنين الغافلين


الشرح