قوله: «وَيَعْفُو عَنْهُمْ لِيُطِيعُوهُ،
وَيُعِينُوهُ»: أي: قد يخطئون، فيعفو عن ذلك مِنْ أَجْلِ أن يتألَّفهم لخدمته،
وتحقيق رغباته، فيصبر على ما يَكْرَهُ منهم من أجل هذا. ولا يُقِيمُ الحَقَّ عليهم
إذا وَجَبَ عليهم حَقٌّ لله أَوْ لِخَلْقِهِ.
قوله:
«فَهُوَ فِي الظَّاهِرِ رَئِيسٌ مُطَاعٌ،
وَفِي الحقِيقَةِ عَبْدٌ مُطِيعٌ لُهمْ»: لأنَّه لو لم يُطِعْهُم فيما يريدون،
لَنَفَرُوا منه، وهو لا يستطيع أن يحقِّق مطامعه إلاَّ بهم.
قوله:
«وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ كِلاَهُمَا فِيهِ
عُبُودِيَّةٌ لِلآْخَرِ»: فالحاشية فيها عبوديَّة لرئيسها؛ لأنَّه يحقِّق لهم
مَطَامِعَهُمْ ووظائفهم، ومعطياتهم، والرَّئيس رقيق للحاشية؛ لأنَّها تحقِّق له
الرِّئاسة والعلوَّ في الأرض؛ فَكُلُّ طَرَفٍ رَقِيقٌ للآخَر؛ ولهذا يقول
الشَّاعر:
النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْو ٍوَحَاضِرَة **** بَعْضٌ
لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُوا خَدَمُوا
فالملك يَخْدِمُ الحاشية، والحاشية تَخْدِمُهُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد