×
شرح كتاب العبودية

وَإِنَّمَا عَبْدُ الله من يُرْضِيهِ مَا يُرْضِي الله، وَيُسْخِطُهُ مَا يُسْخِطُ الله، وَيُحِبُّ مَا أحبَّه اللهُ وَرَسُولُه، وَيُبْغِضُ مَا أَبْغَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُوَالِي أَوْلِيَاءَ الله، وَيُعَادِي أَعْدَاءَ اللهِ تَعَالَى وَهَذَا هُوَ الَّذِي اسْتكْمَلَ الإِْيمَانَ، كَمَا فِي الحَدِيثِ: «مَنْ أَحَبَّ للهِ وَأبْغَضَ للهِ وَأعْطَى لله وَمَنَعَ للهِ، فَقَدِ اسْتكْمَلَ الإِْيمَانَ» ([1])،

****

  قوله: «وَإِنَّمَا عَبْدُ اللهِ مَنْ يُرْضِيهِ مَا يُرْضِي الله؛ وَيُسْخِطُهُ مَا يُسْخِطُ الله، وَيُحِبُّ مَا أَحَبَّهُ الله وَرَسُولُهُ وَيُبْغِضُ مَا أَبْغَضَهُ الله وَرَسُولُهُ؛ وَيُوَالِي أَوْلِيَاءَ الله وَيُعَادِي أَعْدَاءَ الله تَعَالَى»: هذا هو عَبْدُ الله الحَقِيقِيُّ، الَّذي يُحِبُّ وَيُبْغِضُ لله عز وجل يُحِبُّ ما يُحِبُّهُ اللهُ، وَيُبْغِضُ ما يُبْغِضُهُ اللهُ، وَيُوَالِي في اللهِ، وَيُعَادِي في الله؛ لا يُعَادِي مِنْ أَجْلِ هَوَاهُ وَرَغْبَتِهِ، ولا يُوَالِي مِنْ أَجْلِ ذلك.

وإنَّما يكون وَلاءُه وَعَدَاوَتُهُ، أو يكون حبُّه وَبُغْضُهُ تَابِعًا لما يُحِبُّ الله وَمَا يُبْغِضُ اللهُ عز وجل؛ فيغضب لغضب الله، ويرضى لرضا الله، ويُحِبُّ من يحبُّهم الله، وَيُبْغِضُ من يُبْغِضُهُمُ الله، وتلك علامة العبوديَّة الصَّحيحة، أمَّا من خلا من هذه الأمور فهذا دَلِيلٌ على نَقْصِ عبوديَّته لله عز وجل، أو أنَّه ليس لَدَيْهِ عبوديَّة لله عز وجل.

قوله: «وَهَذَا هُوَ الَّذِي اسْتكْمَلَ الإِْيمَانَ»: أي: هذا الَّذي يُحِبُّ في الله، وَيُبْغِضُ في الله، وَيُوَالِي لله، وَيُعَادِي لله، وَيُحِبُّ ما يُحِبُّهُ اللهُ، وَيَكْرَهُ ما يكرهه الله. هذه علامة على إخلاصه لله عز وجل وَعَلَى كَمَالِ إيمَانِهِ لله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4681)، والحاكم رقم (2694)، والبيهقي في «الشعب» رقم (8605).