×
شرح كتاب العبودية

وَقَالَ: «أَوْثَقُ عُرَى الإِْيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ، وَالبُغْضُ فِي اللهِ» ([1]). وَفِي الصَّحِيحِ عَنهُ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِْيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ،

****

لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ للهِ وَأَبْغَضَ للهَّ وَأَعْطَى لله وَمَنَعَ لله، فَقَدْ اسْتكْمَلَ الإِْيمَانَ»؛ فَمَنْ فَعَلَ هذه الأَشْيَاءَ لأَجْلِ الله، وَمَنَعَهَا لأَجْلِ الله، فقد اسْتَكْمَلَ إيمانَه بالله عز وجل لأنَّ هَوَاهُ وَرَغْبَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ وكراهيته كلَّها تَابِعَةٌ لله سبحانه وتعالى لا يحبُّ من أَجْلِ الدُّنيا، أو يُبْغِضُ من أجل الدُّنيا، أو من أجل أمور شخصيَّة؛ إنَّما هو تابع لربِّه عز وجل. هذا قد استكمل الإيمان.

فَمَنْ أَحَبَّ في الله، وَأَبْغَضَ في الله، وَأَعْطَى لله، وَمَنَعَ لله، فَقَدِ استكمل الإيمان، وَمَنْ نُقِصَ من ذلك، فقد نُقِصَ إيمانُه بِحَسَبِهِ، وَقَلِيلٌ مَنْ يَسْلَمُ مِنْ هذا.

 وقال صلى الله عليه وسلم: «أَوْثَقُ عُرَى الإِْيمَانِ الحُبُّ فِي الله؛ وَالْبُغْضُ فِي اللهِ». العُرْوَةُ هِيَ ما يتمسَّك به الإنسان عند المخاطر وعند الأضرار؛ لِيَنْجُو من المَكَارِهِ؛ قال تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256]؛ لأنَّ العُرَى قد لا تكون وُثْقَى، يَتَمَسَّكُ بها الإنسان فَتَنْصَرِمُ به، وَتَنْقَطِعُ، فَيَهْلَكَ، ولكن العُرْوَةُ الوُثْقَى الَّتي لا تَنْفَصِمُ هي الإيمان بالله، والكفر بالطَّاغوت.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (18524)، والطيالسي رقم (783).