×
شرح كتاب العبودية

والطَّاغُوتُ هو كُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ الله عز وجل وَرَضِيَ بِذَلِكَ، أو دَعَا إِلَيْهِ؛ فالإِيمَانُ لَهُ عُرىً يتمسَّك بها المسلم، أَوْثَقُهَا الحُبُّ في الله، والبُغْضُ في الله؛ لا يُحِبُّ إلاَّ لله عز وجل ولا يُبْغِضُ إلاَّ لله، لا يُحِبُّ ولا يُبْغِضُ مِنْ أَجْلِ الدُّنْيَا أَوِ الهَوَى، وإنَّمَا حُبُّهُ وَبُغْضُهُ لأَجْلِ اللهِ عز وجل وَبِذَلِكَ يَكُونُ قد تمسَّك بِأَوْثَقِ عُرَى الإيمان.

وقال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ المْرءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ، وَمَنْ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ»، الإيمانُ لَهُ حَلاوَةٌ، وَلَهُ لَذَّةٌ، وليس كُلُّ مُؤْمِنٍ يَجِدُ هَذِهِ اللَّذَّةَ وهذه الحَلاوَةَ إلاَّ إذا اسْتَقَرَّ الإيمانُ وَتَوَثَّقَ في قَلْبِهِ؛ فَإِنَّهُ يَجِدُ هذه الحَلاوَةَ، وَهَذِهِ اللَّذَّةَ، وقد بيَّنها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:

الأولى: «مَنْ كَانَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»: أي: أَحَبَّ إليه مِنْ وَالِدَيْهِ وَمِنْ أَوْلادِهِ وَمِنَ الدُّنْيَا وما فيها؛ فالله ورسوله أَحَبُّ إليه مِنْ كُلِّ شيء.

الثانية: «وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ المْرءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ». هَذَا هو الحُبُّ في الله، وَمِنْ أَجْلِ اللهِ عز وجل وَهُوَ تَابِعٌ لمحبَّة الله، وَدَلِيلٌ على صِدْقِهَا.


الشرح