قوله: «أو بصورة»: بأن كان عاشقًا لامرأة؛
فيتعلَّق قَلْبُهُ بهذه المرأة.
قوله:
«وهو رَقِيقٌ له»: أي: رَقِيقٌ
لِطَمَعِهِ وَهَوَاهُ؛ يَسْتَرِقُّهُ الطَّمَعُ، وَيَخْضَعُ مِنْ أَجْلِهِ، ولو
على حِسَابِ دِينِهِ.
قوله:
«إِذِ الرِّقُّ والعُبُودِيَّةُ في
الحقيقة هو رِقُّ القَلْبِ وعبوديَّته»: فالرِّقُّ رِقُّ القلب وعبوديَّة
القلب، ولو تَظَاهَرَ الإِنْسَانُ بِخِلافِ ذلك.
قوله:
«فما اسْتَرَقَّ القَلْبَ واستعبده؛ فهو
عَبْدُهُ»: سَوَاءٌ كَانَ مَنِ استرقَّه واستعبده هو الله، وهذا هو
المَقْصُودُ، وهو الَّذي خُلِقَ مِنْ أَجْلِهِ، أو يكون الَّذي استرقَّه واستعبده
مَخْلُوقٌ مِنَ المَخْلُوقَاتِ؛ مِنْ مَالٍ أَوِ امْرَأَةٍ أو غَيْرِ ذلك؛ فَهَذَا
عَبْدٌ لِمَنِ اسْتَرَقَّهُ.
قوله:
الْعَبْدُ حُرٌّ مَا قَنِع **** وَالْحُرُّ عَبْدٌ مَا
طَمِع
فالقَنَاعَةُ هي الحُرِّيَّةُ، والطَّمع هُوَ
الرِّقُّ؛ فإذا طَمِعْتَ فأنت رَقِيقٌ لما طَمِعْتَ بِهِ، وإذا قَنَعْتَ،
فَإِنَّكَ تَسْتَغْنِي، وتكون حرًّا، ولا تتشوَّف إلى الأطماع. ولهذا يُقالُ: «القناعة كَنْزٌ لا يَنْفَدُ»؛
فالقَنَاعَةُ كَنْزٌ؛ وَهِيَ غِنَى القلب؛ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ كما في الحديث ([1]).
وليس الغِنَى بِكَثْرَةِ المال، بَلِ الغِنَى غِنَى القَلْبِ؛ فقد يكون الإنسان عنده أموال الدُّنيا، ولكن قَلْبُهُ فَقِيرٌ، وقد يكون العَكْسُ؛ إِنْسَانٌ ليس عنده شيء، ولكنَّه قَانِعٌ وَحُرٌّ من الأطماع، وعبوديَّته لله عز وجل، ولا يؤثِّر عليها طَمَعٌ من مطامع الدُّنيا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6446).