×
شرح كتاب العبودية

وبكمال عبوديته لله يُبرِِّئهُ من الكبر والشرك.

- والشرك غَالب على النَّصَارَى.

****

وَلِذلكَ قَال: «إِلا بِأن يَكونَ اللهُ هُو مَولاهُ الذِي لاَ يَعبُدُ إِلا إِيَّاه...»؛ هَذا كَمالُ العُبوديَّة لِله عز وجل، أَن يُحبَ اللهَ وَيعبُدهُ، ثُمَّ يُحبَّ مَن يُحبُّهُ اللهُ، وَيحبُّ مَا يُحبُّه اللهُ مِن الأعْمَال، وَمَن يُحبُّه اللهُ مِن الصَّالِحينَ.

قَولُه: «وَبِكمالِ عُبودِيتِهِ لِلهِ يُبرِِّئهُ مِن الكِبرِ وَالشِّركِ»؛ فَإِذا تَحرَّر بِعِبادَة اللهِ وحْدَه مِن الشِّركِ، فَإنَّه يَتحرَّرُ مِن الكِبرِ، وَيتحرَّر مِن الشِّركِ، وَيكونُ عَبدًا مُخلِصًا للهِ عز وجل، حِينئذٍ يَتولاه اللهُ وَيعينُهُ وَيمدُّه بِنصرِه، وَيجعل العَاقبةَ لَه فِي الدُّنيا والآخِرَة.

قَال تَعَالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ [فاطر: 10]، وَقَال تَعالَى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [المنافقون: 8].

قَولُه: «والشِّركُ غَالبٌ عَلى النَّصَارى، والكِبرُ غَالبٌ عَلى اليَهودِ»: هُما مُتلازِمَان لَكن يَغلِب أَحدُهُما عِند الأُمَّتينِ: اليَهود والنَّصَارى.

أولاً: «فَالشِّركُ يغْلِبُ عَلى النَّصارى»: قَال تَعالَى فِي النَّصَارى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [التوبة: 31].


الشرح