وَلِهَذَا كَانَ شعار الصَّلَوات وَالأَذَان
والأعياد هُوَ التَّكْبِير، وَكَانَ مُسْتَحبًّا فِي الأَمْكِنَة العَالِيَة
كالصفا والمروة ([1]):
****
وَكَذَلِك
التَّعَاظُم، فَالإنْسَان يتَعَاظمُ فِي نَفسِه وَيَرى أنَّه فَوقَ النَّاس..،
وَهُو مَا يُغضِبُ اللهَ علَيهِ؛ لأِنَّ العَظمَةَ حَقٌّ للهِ جل وعلا،
فَالإنْسَان يَحقِر نَفسَه، وَكُلَّما قَوي إيمَانُه وَعلمُه زَاد تَواضُعُه
وَعَرف قَدر نَفسِه فَلا يَتَعاظَم وَلا يَتكبَّر.
قَولُه:
«والكِبريَاء أَعلَى مِن العَظَمة؛
وَلِهذا جَعَلها بِمَنزِلَة الرِّدَاء، كَمَا جَعَل العَظَمة بِمنزِلة الإِزَار»:
الرِّدَاء يَكون أَعلَى البَدَن، والإزَار يَكونُ أَسفَل البَدََن عِنْد النَّاس.
قَولُه:
«وَلِهذا كَان شِعَار الصَّلَواتِ
وَالأذَان وَالأعْيَاد هُو التَّكبيرُ»: التَّكبير: اللهُ أَكبَرُ، اللهُ
أكْبَرُ مِن كُلِّ شَيءٍ، اللهُ أَكبرُ: أَفْعَل تَفضِيلٍ، أي: أَكبَر مِن كُلِّ
شَيءٍ، فَإذَا قُلتَ: اللهُ أَكبر، هَان فِي نَظرِك وَفي نَفسِك كُلُّ شَيءٍ سِوى
اللهُ سُبحَانه.
الصَّلاة
لاَ تَصحُّ إِلا بِتكبِيرَة الإِحرَامِ فِي اسْتفْتَاحِها، وَقد وَرَد فِي
الحَدِيث: «تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ
وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» ([2])؛
فَتكبيرَة الإِحرَامِ رُكنٌ، وَبقيَّة تَكبيراتِ الانْتقالِ لِلقيامِ والرُّكوعِ
والسُّجودِ وَاجبة.
«والأَذَان» أول عَلى رُؤوسِ المَنائِر وَرُؤوس الأَشْهَاد: اللهُ أَكبرُ أَي: مِن كُلِّ شَيءٍ، فَكلُّ شَيءٍ حَقيرٌ بِالنِّسبةِ لِله سبحانه وتعالى، فَإذا أَعْلَن هَذا فَإنَّه لاَ يَبقَى فِي الدُّنيا كَبيرٌ أَبدًا فَوقَ كِبريَاء اللهِ أَو مُماثِلاً لَها.
([1]) أخرجه: مسلم بنحوه رقم (2620).