«وَالأعيادُ»: يُشرَع التَّكبِير يَومَ العِيد،
وَليلَة العِيدِ، وَفي أَيَّام التَّشرِيق.
قَولُه:
«وَكانَ مُستحبًّا فِي الأَمكِنة
العَالِية كَالصَّفا وَالمَروةَ»: لأِنَّه كَان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
إِذَا سَار فِي الطَّريقِ وَعَلا شُرُفًا أو عَلى جَبلٍ كَالصَّفا والمَروةِ أَو
عَلى مُرتَفَع كَبَّر اللهَ سبحانه وتعالى، وَإِذا نَزَل سَبَّح اللهَ سبحانه
وتعالى.
فَالتَّسبِيح
يَكونُ فِي الانْخِفاض، والتَّكبِير يَكونُ فِي الارتِفَاع، حَيث إِنَّ اللهَ سبحانه
وتعالى أَرفَع وَأعْظمُ وَأعْلى مِن كُلِّ المَوجُودَات، وَلَو كُنتَ عَلى أَعْلى
جَبلٍ فِي الدُّنيَا، أَو أَطولِ عِمارَة فِي الدُّنيَا فَاللهُ أَعلى مِن كُلِّ
شَيءٍ، وَكذا لَو كُنتَ عَلى مَركَبةٍ فَضائِيَّةٍ تَختَرقُ الأَجواءَ وَترتَفعُ
فَاللهُ أَعلى وَأرْفَع مِن كُلِّ شَيء.
وَإِذا
انْخَفضْتَّ، فَإنك تُنزِّه اللهَ سُبحانهُ وَتعالى عَن الانْخِفَاض، فَتَقول:
سُبحَان اللهِ لأنَّه فِي العُلُوِّ؛ وَلهذَا تَقُول: «سُبحَان رَبِّي العَظِيم» فِي الرُّكُوع؛ لأنَّ العَظمَة حَقٌّ للهِ،
فَتنحَني للهِ عز وجل، وَتعَظِّمه؛ وَلهذَا لاَ يجُوز الانْحنَاء وَلا الرُّكُوع
لِلمخْلُوق لاَ انْحِنَاء التَّحِيَّة وَلا غَيرَه، فَالرُّكوع والانْحنَاء يَكون
للهِ عز وجل، كَذلكَ فِي السُّجودِ إِذا صَار وَجهُك أَسفلَ شَيءٍ مِنك فَإنكَ
تُنزِّه اللهَ جل وعلا فَتقول: «سُبحَان
رَبِّي الأعْلَى» فَتُنَزِّهه عَمَّا سِوى العُلُو.