×
شرح كتاب العبودية

وَإِذا علا الإِنْسَان شرفًا أَو ركب دَابَّة ([1]): وَنَحْو ذَلِك وَبِه يطفأ الحَرِيق وَإِن عظم، وَعند الأَذَان يهرب الشَّيْطَان ([2]). قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60].

****

 قَولُهُ: «أو رَكِبَ دَابَّة وَنَحوَ ذَلكَ»: وَكَذلكَ يُكبِّرُ اللهَ إِذا رَكبَ دَابَّة كَسيَّارةٍ أَو بَاخرَةٍ أو طَائرَةٍ؛ فإنَّهُ يُكبِّر اللهَ عز وجل، قَال اللهُ جل وعلا: ﴿وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡفُلۡكِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مَا تَرۡكَبُونَ ١٢لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ ١٣ [الزخرف: 12- 13].

قَولُه: «وَبهِ يُطفَأ الحَريقُ وَإن عَظُمَ»: أي: بِالتَّكْبيرِ يُطفأ الحَريقُ، فَهُو مِن أسْبَاب إِطفاءِ الحَريقِ؛ لأنَّ اللهَ أعْظَم مِن كُلِّ شَيء، وَقادِر عَلى أَن يُطفئَ هَذه النَّار وَلو عَظُمتْ.

قَولُه: «وَعندَ الأَذان يَهرَبُ الشَّيطانُ»: لأنَّ أوَّلَه التَّكبيرُ فَيهربُ الشَّيطانُ إذَا سَمعَ التَّكبيرَ وَله ضِراطٌ، إِذ لا يُطيقُ أَن يَسمعَ الأَذانَ.

قَولُه تَعَالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60]، فَالذِي لاَ يَعبدُ اللهَ يَكونُ مُستكْبِرًا، وجَزَاؤه جَهَنَّم يَدخُلُها صَاغِرًا بَدلاً مِن أن يَكونَ مُتكَبِّرًا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (22).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1342).